عرض مشاركة واحدة
قديم 11-05-21, 09:29 PM   #26
نجمة

الصورة الرمزية نجمة

آخر زيارة »  05-11-24 (03:50 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ثلج ... لحظية



-ثلج ، ثلج !! ابي امي انظروا السماء تُثلج !!
في باحة المنزل اصيح فرحاً ، هذه أول مرة أرى فيها ثلجا ،
يخرج والدي من بيتنا متفاجئا ، وقد غطى بياض الثلج كل الأرجاء :
- سبحانك ربي ، سبحان الله العظيم ، الله اكبر ، الله اكبر

...

فتحت عيناي وصوت والدي الفزع لايزال يرن في اسمعاي
مهلاً هذا ليس حلما بل صوته حقا !!
- إلى أين تذهب ، أنت بالكاد ترى نهاراً ، فكيف بهذا الظلام الحالك ؟
- المساجد تنادي حيّ على الجهاد ، ماذا تريدين أن أفعل ؟ ، لقد سُلّمت كل المعسكرات لجماعة "**" وأصبحوا على مشارف المدينة ، لا خير فينا إن تركناها لهم ...
فتحت باب الغرفة وخيال والدي الحامل لسلاحه ،يجتاز عتبة الباب فيبتلعه ظلام الليل سريعا ، صوت نشيج والدتي وكأن روحها تُنازع ، من قال أن المرأة لا تجاهد ،ها هي صابرة شامخة ، أحبابها يسيرون للموت بينما هي تحتسب أجر الفراق ...
- هل سنذهب من دون والدي !؟
- سيعود إن شاء الله قبل ذهابنا ، لنكمل التجهيزات ، بضع ساعات وستشرق الشمس ، سننتظرهم حتى ذلك الوقت ..
- من هم ؟ هل ذهب معه كل أهل الحارة ...
- نعم ذهب معهم كل من يستطيع حمل السلاح.
إذا حتى إخوتي معهم ، تساقط دمعي ، الحزن لم يتوقف على أرضنا منذ بدأت هذه الحرب اللعينة !
فتحت نافذة غرفتي بعد سماعي لبعض الأصوات ، تحت تحذير والدتي ، البيوت كأنها خاوية ، لا ضوء لا شمع ينير ظلام ليلها فأي نور هنا يصبح ضحية لقناصين الشر من على سفوح الجبال ، يهيأ لي سماع نياح قلوب المودعات لرجالهن ،و دعواتهن ، تكبيرات المساجد عادت بصوت أقوى تؤازر المجاهدين ، تربط على افئدة المنتظرين ...
،حيّ على الجهاد
حيّ على الجهاد
يختفي صوت إحدى المآذن بعد دوي انفجار فترفع المآذن الأخرى تكبيراتها ، يأتي الصباح محملا بما تبقى منك يا أبي ، يغطي الموت مدينتنا كالثلج في حلمي ، متألمة هي ، كقلوبنا المفجوعة برحيلك ...

تمت ...