إسمحو لي، أحدّ سنان قيفاني وحروفها
عندي أم المعارك طاحنه ، لها جعجعه

لحدٍ يردني ، وحربي انا كفو لها وندّها
حلفت اني أذوّق عداي حرّ الموجعه

تبدأ شاعرتنا قصيدتها بدخول قوي وكأنها فارسة تستعد لخوض معركة حربية حقيقة بين طرفين،،
وتبدو تلك المعركة حامية الوطيس شرسة ،، لكن بعد وهلة ندرك أنها حرب كلامية،، وبما أنها شاعرة تجيد من الأدب فن الشعر ستكون كلماتها المنتقاة حادة،، وحقيقة قصائد الهجاء حادة وقد تكتنف ألفاظ بها نوع من الشراسة والقوة الغير مألوفة على مستوى الشاعرة نفسها بشكل عام في مجمل قصائدها،،

مثلا لنعد قرون للوراء الفرزدق وجرير شعر الهجاء صنعة احترافية لم يكد أي منهما قد خرج عن اطارها،،

لكن
عندما تأتي من شاعرة أشعارها تحتوي تنوع الأغراض الشعرية بالذات الغزل هنا يصبح الأمر غير معتاد أو مألوف بالتالي نبحث عن السر والمناسبة التي قيلت بها،،


لنعود مرة ثانية لجو القصيدة ،، وهي تتقدم بصيغة التأدب احتراما لمن تستحق مكانته ذاك الاحترام والتقدير،، وتأهلهم //

قد تكون هناك جمل لا تناسب ذوقهم العام مما يليق بهم،،

من بعد الإستئذان تبدأ بالفخر بقدرتها وتمكنها من أدواتها من خلال فن الشعر فهي تعد تلك القوافي لمعركة كلامية لا مجال بها للين أو عواطف،،،

حروفها قوية تناسب قوة خوض المعركة يعني هي قدها "تقولين لي "

طيب نكمل هي لن تعجز عن خوضها،

سن القوافي: استعارة شبهت شاعرتنا القافية الشعرية كرمح //سنه يزيد من قوته وحدة الطعنة ،، حتى تكون نافذة سانة حادة ،،

تلك المعركة هدفها موجه للهلاك ودمار من ستوجه ضدهم تلك الحروب الكلامية،،

طاحنة: كناية عن الهلاك والدمار ،، فالطحن للحبوب عبر الرحى المعدة لذلك،، تحدث صوت ضوضاء يسمى جعجعة ،،فالجعجعة التي تسمعها حقيقة جادة ليست مجرد "تسمع جعجعة ولا ترى طحينا،، بمعنى أنه لا مجال للتراخي والضحك ،، بل الكلام به جدية صارمة وحادة ،، وهي من قالت فعلت "هالله هالله " ذي الحب اللي بالراس ما نطحن ولا يهمه جاي دوره ،،، هنا التهديد والوعيد

وهنا هي توجه الحديث لمن بهم قدر لديها بأن لا يحولوا دون تحقيق تلك الغاية فهي عاقدة العزم جادة في المضي بها ،، "نفتح الباب يعني "

كما أنها تعتز بشجاعتها واقدامها فهي كفء لهذا العمل الرادع كحرب حقيقة ستدور رحاها على أرض تكون بها المواجهة بينها وبين أعدائها ،،

"عداي": مجموع عدو ،، بمعنى أن تلك الحرب شعواء فهي طرف وحيد مقابل أطراف ،،
لكن
هنا التسلح بجنود تفقه لإدارتهم تلك القائدة ،،

أبيات قصيدتها العدة والعتاد "ربي ينصرج على من يعاديج "

ستذقيهم لاهوب تلك المعركة وحرها،، وكأنها نار تستعر،،
الواضح هنا أن الموقف الذي انطلقت منه شاعرتنا أمر سلبي للغاية لدرجة أنها ستضيقهم من نفس جنس العمل ،،

"أنا كفو لها وندّها": كناية عن التمكن والقدرة ،،
هنا القصد بالقدرة الكلامية من خلال القصيدة ،، العدة والعتاد كما أسلفت ،،


"حلفت اني أذوّق عداي حرّ الموجعه": نلاحظ اليمين والقسم في بداية الشطر لتأكيد أن الأمر جاد ولا يحتمل التردد أو التراجع ،،،
والاستعارة لأذوق عداي حيث شبهت طقوس الحرب وحرها والأغبرة المثارة "جعجعة" كطعام قابل للأكل ،،،

هل الحرب الكلامية مؤثرة
؟؟؟

تعتبر من أقوى وأعتى الحروب فمن رأى مصير كنفاني وناجي العلي على سبيل المثال يدرك أهمية القلم الحر وتأثيره
لحد الآن لا غبار على روعة البيتين الأوائل ،،،

،،،


السؤال هنا ما الذي أثار الشاعرة لتنطلق في حربها
؟؟؟