الموضوع: طوق نجاه
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-21, 01:19 AM   #8
جودي

الصورة الرمزية جودي
طفله الورد

آخر زيارة »  اليوم (03:13 AM)
المكان »  في قلب أحدهم
الهوايه »  كل مايختص به
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الجزء الثاني


عاد احمد الي الفندق سيراً علي الاقدام
كان يملؤ رئتيه بالهواء المتسلل من بين خصلات شعر زينب
وبين منظر النيل ليلاً وكأنه عراب قصه بدأت شرر الحب تتناثر بين زوايا العقل والقلب
لم يكن يشغل احمد الا شيئان الاول الي اين سينجرف مع تلك الملاك المدعوه زينب
التي رغم بساطتها في هندامها الا ان جمالها الطبيعي كان فائق الاناقه
غرق في عسل عيناها واهدابها الكثيفه كليل سرمدى
وفي شعرها المنسدل كشلال علي كتفيها وكأنه إطار زاد وصفها جمالاً

والشيء الثاني وهو الاهم هل سيتقبل سالم فكره زواج اخيه
من زينب وهي البعيده عن ثقافه المملكه وخاصه القصيم
هل سيرحب ان تأتي اجنبيه للعائله العريقه حتي وان كانت مسلمه عربيه
الا انها ستظل دخيله علي عالمهم وبيئتهم
اغمض احمد عيناه وكانه يسكت صوت عقله كى يستمتع
بسيمفًونيه حالمه بدأ قلبه بعزفها لتطرب روحه وينتشي احساسه
كانت تلك الليله تماما كمثيلاتها من ليالي انتظار نتيجه التخرج
اما النجاح او الرسوب ولكن هذه المره الرسوب سيكون لقاع هاويه سحيق

امضي الليله متكئا علي كرسي يتوسط النافذه المطله علي النيل
وكم من امنيات نثرها في مياه النيل المترقرقه ليلا وكأنها تهديء من روع توتره

ارخت الشمس اولي خيوطها في الصباح علي استحياء
وكانها تواسي شعور احمد فلا هي بالساطعه ولا الخافته
كانت حنونه اشراقه شمس اليوم وكأنها تبشره بقرار يريح فؤاده
واذا بالهاتف يرن متتالياً واحمد سارد الذهن
ليستيقظ عبد الله خوفا من ان يزعج الصوت بدر الذى ارخت جسده الادويه فخلد للنوم بعمق

احمد الا تسمع هاتفك؟
فالتفت احمد اليه ويظنه يما زحه كعادته

فتنبه الي الهاتف هاهو اخاه عبد الله:
احمد كيف الحال؟
ومتي ستعود الم يحن موعد العوده؟
فأجابه باقتصاب يشوبه ارتباك وخوف بأقرب فرصه
وحكى له ان رفيقهم بدر تعرض لوعكه صحيه
توضأ احمد ليصلي الضحى بعد ان صلي الفجر لاول مره
وعلي غير عادته بالفندق وهو الذى لا يصلي الخمس فروض الا بالمسجد
وكان منزعجاً لذلك التصرف وهو علي يقين بأن قلبه وعقله كانا في صراع لم يتوقف لتلك اللحظه

وافطر علي عجاله ثم بدل ملابسه
منطلقاً كطفل ينتظر موعد عودته من المدرسه ليعود الي المنزل الذى ألِفه
وكان المنزل هو لقاء زينب
الذى انتظرها عند باب المستشفي ليلقي عليها السلام ولكن عدم ذهابه لصلاه الفجر بالمسجد
منحه شعوراً بالندم والتقصير
وسألته زينب : مابالك لست علي مايرام
هل اصاب بدر مكروه لاسمح الله
اجابها وهو يهز رأسه لالا هو بخير
ولكنني لاول مره اقصر في عبادتي ولم اصلي الفجر بالمسجد
ولا تسألينني لماذا
وانبئها حدسها بان هناك امرا من الخطوره مانهاه عن ذلك
فأجابت مبتسمه وان شاء الله حتكون الاخيره يا احمد
واسترسلت تتحدث اليه في امور الدين مما زاد تعلقه بها لما لمس فيها
من اطلاع بشؤن دينها وحرصها علي الصلاه علي اوقاتها حتي وان كان ذلك يعيق عملها
فأجابته لا طاعه لمخلوق في معصيه الخالق حتي وان نهرتني رئيسه التمريض علي التمسك بالصلاه علي وقتها اثناء
فتره دوامي


انفرجت اسارير احمد وسألها هل اذا طلب احدهم ان ترتدى الحجاب ستفعلين
وامتي تعلمين انه فريضه فأجابت انا ترتدى وشاح بهذه الطريقه لان طبيعه عملي تحتم علي ذلك

ولكنني احلم ان ارتدى الحجاب الشرعي وهذا يعتمد علي ان اترك عملي لانه غير مسموح

فباغتها قائلاً ولماذا تعملين اذا كان ذلك يمس عقيدتك
وانسابت دمعه خلسه حاولت ان تمسحه قبل ان يراها
فاخرج من جيبه منديلا واعطاه زينب كى تمسح دموعها
وبعد ان هدأت قالت:
انا يتيمه الابوين واحلم ان اكون طبيبه ولكن خالي الذى اعيش في كنفه
ليس قادر مادياً علي تحقيق ذلك الحلم
لذلك أنا الآن بالثالث ثانوى والينه المقبله سألتحق بالجامعه لاصير طبيبه

وهذا ما دفعني لاعمل جانب دراستي كي لا ارهق خالي بالمصروفات اللازمه
فأجابها نحن في السعوديه الحكومه تمنح الطلاب راتبا شهرياً تشجيعا لهم علي الاجتهاد
فاجابت هنا انت من يجب ان تنفق علي دراستك

ازداد اعجابه بها اي عقليه تمتلك تلك الفاتنه المجتهده
وتمتم بينه وبين مفسه(عز الله انها اخت رجال)

وكانت تلك المحادثه وكأنها حلقه وصل اقوى بينه وبينها
وتواعدا ان يكملا غدا مالم يسعفهما الوقت ان ينهياه
عاد الي الفندق ليجد ان بدر وعبد الله ينتظرانه كي يتصل بمكتب الطيران
لحجز تذاكر العوده
وكأنهم أصابوا احساسه في مقتل
فاجاب وفيم العجله لنبق بضعه ايام
فأجابته انتهت أجازتنا وحتي النقود اوشكت علي النفاذ

فأجابهم انا معي مايكفينا ولكن رجاء لنطل الاجازه بضعه ايام
فاستغربت من قراره ولكن عندما اخبرهم بما يشعر به منذ رأي زينب وكيف سلبت كل انتباهه واعجابه بجمالها وشخصيتها وعزه نفسها

ليحبطاه بصوت واحد : هل جننت؟
احببتها؟ حسناً وماذا بعد الحب
وماذا عن سالم والعائله لاندع مشاعرك تلغي عاداتنا وتقاليدنا وموروثاتنا

فتجهم وجه احمد قائلاً: وما الضرر في ان اقترن بها؟ وهي عربيه مسلمه وعلي خلق
ومضت الليله في سجال بين احمد وبدر وعبد الله
الي ان قاطعهم صوت المؤذن
الله اكبر الله اكبر

وكأنها رساله من السماء
بأن ماسيريده الله سيكون
وانطلقوا الي المسجد
وبعد انتهاء الصلاه
طلب احمد ان يعودا الي الفندق
وسيبقي هو قليلاً بالمسجد وكان له ما اراد
فجلس يناجى ربه ويتذلل اليه ان يلهمه الصواب في القرار
الذى اتخذه ولن يتراجع عنه مهما كلفه الامر


يتبع