الموضوع: طوق نجاه
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-21, 12:52 PM   #13
جودي

الصورة الرمزية جودي
طفله الورد

آخر زيارة »  اليوم (03:13 AM)
المكان »  في قلب أحدهم
الهوايه »  كل مايختص به
MMS ~

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الجزء الثالث

ظل أحمد جالساً بالمسجد بعد انصراف المصلين وعيناه
تتأمل الزخارف المنقوشه علي جدران المسجد وكأنه يبحث
بين الحروف عن حل يهتدى اليه بعد ان تملك حب زينب من كل احساسه
واهتدى ان يصلي صلااه الاستخاره
ففعل وشعر بارتياح ثم اعاد الاستخاره مره ومرتان
وكان الارتياح العارم هو كل ماشعر به
وبينما هو جالس وفي رأسه تدور رحي الحيره
اذ بيد تربت علي كتفه ،التفت ليجد شيخاً بشوش الوجه
يسأله في حنان أبوى أفتقده احمد منذ وفاه أبيه. فائلاً:
مالك يابني انت ما مشيتش ليه بعد الصلاه ماانتهت والكل غادر المسجد الا انت
وكأن سؤال الشيخ له طوق نجاه انقذه من صراع تفكير ارهق عقله وادمي قلبه
فياغته الشيخ:في حاجه مضايقاك احكى يمكن اقدر اساعدك

ولم يستغرق احمد ثواني حتي بدأ يفصح عما بداخله لذلك الشيخ الحنون
وما ان انهي احمد حديثه شعر بأن ذلك الثقل الذى ارهق صدره وكأنه حجر ثقيل انزاح
وعاد يتنفس من جديد بأريحيه

وسأل الشيخ : أخبرني ماذا أفعل
وها انا اخبرتك بكل ما يخيفني من عوائق سيضعها اخي في طريقي
كى لا يكتمل حلمى بالاقتران بزينب
فطمأنه الشيخ قائلاً:
قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا
لقد استخرت الله واستفتيت قلبك لم يعد امامك سوى
اقناع اخاك بفكره زواجك قاطعه احمد:
والعادات والموروثات فرد الشيخ:
انت راجل واكيد عارف الصح من الغلط واعمل اللي فيه راحتك

يلا قوم روح الفندق وقادر ربك يفرجها

كانت تلك الكلمات لها تأثير البلسم علي قلب احمد
وعاد للفندق ونام وكأنه يستعد لمعركه تتطلب منه كل ما أوتي
من صبر ورويه عله يصل مبتغاه بأقل الخسائر
وقبل أن يقرر مرعد العوده للديار اتخذ قرار حاسم وسريع
ان يتقدم لخطبه زينب قبل مغادره القاهره وقبل ان يخبر زينب
بقراره اتصب بشقيقته نوره وأخبرها بكل ما حدث وبما هو مقدم عليه
وهي الاخت والام والصدر الحنون لاحمد باديء الامر اعترضت خوفاً من بطش سلمان
ولكن بعد ان شعرت بنبره الحماس والاصرار بصوت احمد هدأت من روعه قائله:
ربما سيعارض خالها الفكره!
فأجابها سوف اتخذ أول خطوه وسيفعل الله مايريد
كان تقبل نوره للامر كبصيص نور في سراب مظلم عاشه احمد منذ التقي زينب

واتفق معها ان يزور الخال في منزله ليطلب يدها
كادت زينب ان تطير من الفرحه عندما لمست من احمد اصراره الجاد علي ان يكلل علاقتهم بالزواج
وتم تحديد موعد الزياره ليبدأ أحمد أول خطوه في طريق الصعاب التي ستواجهه،……
عاد بدر وعبد الله الي الرياض تاركين أحمد يخوض معركته وهو لا يملك سوى اصراره الجريء وشعوره البريء

كانت عقارب الساعه تشير الي السابعه عندما طرق أحمد باب منزل الحاج ابراهيم خال زينب
مرتديا أجمل ثيابه وحاملا باقه ورد بيده وكل الحب بقلبه
وفتح الحاج ابراهيم ورحب بأحمد
وأدخله الي المجلس
كان المنزل متواضعاً وليس بتلك الفخامه لكنه ذو طابع كلاسيكى
وكان الحاج ابراهيم ستينياً يغزو الشيب رأسه وعلي جبينه تبدو علامه من اثر السجود
رحب بأحمد قائلاً:
سمعت عنك الكثير من زينب بس افضل أسمع منك. بتشتغل إيه وتعليمك لاي مستوى
فأجابه احمد اعمل بتجاره التمور مع شقيقي الاكبر ولدينا مزرعه شايعه تنتج تلك التمور
وأنهيت دراستي الجامعيه قبل اشهر وتخصصي اداره اعمال
انفرجت أسارير الحاج ابراهيم
وباغت احمد طيب ايه طلباتك؟
فقال أحمد يشرفني اتقدم لخطبه زينب
فكان رده:
انت عارف انها زى بنتي وانا المسؤل عنها بعد وفاه امها وابوها
ولازم اتطمن عليها وخصوصاً بعد ما تتجوزها وتاخدها تعيش في بادك

فكان رد احمد :تأكد انني ساحافظ عليها واقدم لها كل مايسعدها ويرضيها

فقال الحاج ابراهيم :وده اللي انا طالبه منك
خلاص انت هات أهلك وتعال نتمم اجراءات الزواج بعد ما اشوفهم واقعد معاهم

نزلت تلك الكلمات علي احمد كوقع الصاعقه وهو متأكد ان سلمان مستحيل ان يرضي او يقبل بتلك الزيجه
فكيف سيرضي ان يأتي لمقابله الحاج ابراهيم؟
كان ابراهيم مسترسلا واحمد كأنما صمّت اذنيه وتوقفت حواسه عند ذلك الطلب

وهم أحمد بالمغادره بعد أن وعد الحاج ابراهيم بأن يفعل


وفي قراره نفسه كل اليأس من حدوث ذلك

قرر العوده ولكن قبلها التقي بزينب التي أنبأها قلبها بأن ماطلب خالها أمر مستحيل
بعد ماحكو لها احمد عن شخصيه سلمان القاسيه واستبداده بأفكاره
ولكنها شعرت بذلك اليأس المتمكن من أحمد فطمأنته وهي من تحتاج من يفعل ذلك

اأحمد أعدك انني سأنتظرك مهما طالت فتره عودتك
وسأقف جانبك بكل ما اوتيت من قوه ولن اكون لسواك مهما حدث

كان ذلك طوق نجاه كسابقه من كلام ذلك الشيخ بالمسجد
فتفائل خيراً ووعدها انه سيعود علي وجه السرعه ليتزوجها
وان كلفه ذلك الكثير من المشاكل

ودعها وكأن قلبه ألي أن يصطحبه فبقي عالقا بيد زينب وهي تودعه
عند بوابه المطار وتوجه لصاله المغادره وكأن كل خطوه تبعده عن زينب بمثابه اميال
وعادت زينب باكيه وكأن قلبها استقرأ ما ستحمله الأيام القادمه


يتبع