عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-21, 07:13 PM   #33
نجمة

الصورة الرمزية نجمة

آخر زيارة »  01-20-24 (04:38 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي عالم الدمى...



هذه أول قصة خيالية لي هه ، قرآءة ممتعة

على نافذة المنزل الجديد تراقب معالم الحارة الغريبة عنها بإرتباك ممزوج بسعادة بدأت تتلاشى في ظل الوحدة التي تشعر بها ، الشتاء على الأبواب ، والدتها مشغولة بترتيب الأثاث قبل أن تشتد برودة الأجواء ..
والدها لايزال في عمله ، وهي ممنوعة من الخروج خوفا عليها من الضياع بين الأزقة الصغيرة في هذا المكان الغريب عليهم .
تنهدت ياسمين بضجر :
مع من سألعب الآن ؟
،أشعر بالملل ليت أصدقائي أنتقلوا معي أيضا ،
اخذت الدمى ، ستذهب لغرفتها هناك ستلعب معهم كما تحب دون أن تتضايق والدتها من الألعاب المتناثرة هنا وهناك .
إلتقفت مائدة الطعام ثم وضعت الصينية في وسطها وقربت الدمى إليها :
- ستبقون هنا ريثما أُعد الطعام
عقدت حاجبيها وهي تنظر ألى ناني " أنتِ بدون يدين لذلك لن تأكلي "
لم تكن ناني الوحيدة التي اضاعت أحد أجزائها ، فالسيد دب قد خرج الحشو من جانب رقبته و رجل الثلج ذو العينين الصغيرتين بدون جزرة انفه
بدون ادنى أهتمام أو ذنب إلتفتت عنهم ، ليس هناك وقت لإصلاحهم ، ادخلت البيتزاء البلاستيكية في الفرن الصغير .
- هذه الألعاب أصبحت مملة سأطلب من أمي شراء أخرى غيرها .
فجأة سمعت صوت ضجيج ما من خلفها ، أعقبه صوت إنغلاق باب غرفتها ببطئ ، إمتلئ قلبها فزعاً كان كل شيء يتضخم حولها بشكل غير معقول ،ألتفتت خلفها لترى ألعابها تتحرك وقد أصبحت كالقزمة أمامهم ، مشهد لا تراه إلأ بأفلام الكرتون ولا تصدقه !
فجأة بدأت ناني بالبكاء لتلتف حولها كل الدمى بينما ياسمين تراقبهم بصمت لا يعكس إرتجاف أطرافها التي تكاد تنسلخ من مفاصلها هلعا ،
- لا عليك ناني نحن هنا معك وسننتقم لك .
وصلها صوت الدب الغليظ الذي جعل عينيها تجحظ برعب ، تحركت قدماها تركض بسرعة دون شعور منها ،
- إلى أين تظنين أنك ذاهبة ؟
صوت صياحهم و خطواتهم الثقيلة تهز الأرض من تحتها ، تعثرت بقوة لتتساقط الدموع من عينيها بغزارة ، مسحتها سريعا قبل أن تشوش الرؤية عليها ، واصلت طريقها بصعوبة لن تجعلهم ينالوا منها بهذه السهولة !
-
اسندت ظهرها خلف جذع شجرة لا تعلم كيف وصلت إليها ،تفكر بطريقة للنجاة من هذه الأحداث التي لا تصدق ، مع حجمها الصغير والدتها لن تراها ،عليها الوصول للهاتف والأتصال بها هي الوحيدة التي تستطيع إنقاذها ، لكن كيف ؟ .
- إين أنتِ أيتها الصغيرة ؟ لن نفعل بك شيئا صدقيني سنلعب بك مثلما تلعبين بنا فقط ، بلا قواعد وبشروطنا نحن .
أغمضت عينيها وشهقت بصوت مكتوم ، ليتها تعود إلى ما قبل ساعة ، تقسم بينها وبين نفسها أنها ستعتني بهم ولن تقول تلك الكلمات أبدا ، لم يخطر في بالها أنهم يتألمون أيضا ، لقد فشلت بالأعتناء بهم وإذا خرجت من هنا بسلام ستعوضهم كما لو كانوا أعز ما تملك فهي رغم مللها بالأيام الأخيرة لكنها تحبهم جدا .
الظلال المتراقصة حولها جعلتها تستكشف المكان حولها ، يبدو انها دخلت غابة الحيوانات الأليفة التي تحبها بالتأكيد هي بأمان هنا مالم يظهر أحد من الحيوانات ، تنهدت براحة ستبقى هنا قليلا تأخذ أنفاسها ومن ثم تعاود البحث عن مخرج لأزمتها ، تحرك بعض الحشائش جعلها تقف بحذر ، ثم ظهر أرنب صغير بوجه لطيف :
- ياسمين يا صغيرة إمشي ورائي سارشدك لطريق ينجيك منهم .
صوته الحنون طمأنها وجعلها تتبعه بروحها قبل جسدها ، أرنوب هو أجمل ألعابها وأحبهم إلى قلبها ستشتري له أصدقاء ليتسلى معهم كمكافئة إذا أستطاع إخراجها،إبتسمت بأمل وهي تتخيل تخليصها من هذا المكان سالمة .
قهقهة بصوت عالٍ قطعت خيالها ، ويدين على ظهرها دفعتها في بئر لا نهاية له ، لا تذكر من ذلك الموقف غير إبتسامة أرنوب الشيطانية وهو يراقبها تسقط وسط صراخها المستنجد، لماذا فعل بها هذا ؟
كلمات كثيرة تخترق سمعها وتشوش عليها نومها ، ليته حلم ،لكن صوت ناني المميز أحبط أملها ، كان الظلام يخيم على المكان ، يبدو كالقبو تشعر بيديها مقيدتان ، لقد يأست لم يعد يهمها أي شيء ،ستستلم لهم فليفعلوا فيها ما يريدون ، أنتشلتها يدا رجل الثلج ووضعها على كتاب والجميع محتلق حولها ، كل العيون تراقبها بشماته ودون رحمة :
- الآن سنبدأ تنفيذ الحكم الذي قررناه لك ياسمين ، العقاب سيطهرك من ذنبك وسنسامحك بعدها جميعنا ،
لقد قررنا سنقطع يديك وانفك ثم ستأكلين أنفك مثلما أجبرتِ أرنوب على أكل أنف رجل الثلج.
كانت تظن انها وصلت لمرحلة التسليم لكن حين سمعت ما سيفعلونه بها بدأت تقاوم دون شعور ، صوت رجاءها يمتزج بصوت كتف يدها الذي يطقطق بسبب سحبهم لها
- لا لا ارجوكم سأفعل كل ما تريدون ، فقط اتركوني ساصلح أجزاءكم ولن أعذبكم أعدكم انا احببتكم جدا أنتم أصدقائي .لااااااااا
- انتهى كل شيء
- تستحقين ايتها الظالمة
- هذا جزاءك أيتها الطفلة الشريرة


- ياسمين ياسمين ،ابنتي انهضي وخذي العابك أريد أن أنظف الصالون .
أحتضنت والدتها بسعادة لقد كان مجرد حلم الحمدلله :
- ماما اريدك أن تصلحي ألعابي وأن تبحثي عن أجزاءهم الضائعة معي .
- بالتأكيد حبيبتي حين أكمل عملي سأفعل ما تريدين

نهضت فرحة تضم الالعاب ألى صدرها حتى هُيأ لها أنها ترى أبتسامة السيد دب !!
يا ترى هل كان حلما حقا ؟؟