عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-21, 08:31 PM   #393
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (03:50 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



يا حُب،
يا حُب،
يا حُب،
أيُها القوة الذاوية،
أيُها الشمس،
يا من مِن عليائك ساعة الظُهيرة،
ترتعد حين أُجهد بصري،
وتضطر بكُل ما أًوتيت من حرارة وضوء،
ها أنا ذي أسقُط من عقلي الثابت،
ها أنا ذي جافةٌ وذاوية،
صماءٌ وعمياء،
أحومُ كأوراق الشجر،
في مهب ريحٍ عاتية،
ليلةُ أمس ضيعتُ ساعاتٍ بغيضة،
تحت الأبراج الشرقية للمدينة،
إشتقتُ إلى الجداول والرذاذ،
تدحرجتُ بين الزهور الرقيقة،
سحقتها على صدري، على فمي،
حدّقتُ من جهةٍ لأُخرى في الجفاف الحارق،
لتلك الصحراء المُترامية الأطراف المُمتدة جنوبًا،
ليلة أمس،
حين ذكَر أحدهم إسمك،
إهتز ألف شُعاعٍ ضئيل من اللهب،
من دمي السريع الذي ذهبَ وعاد،
عبر جسدي النحيل،
آهٍ أيُها الحُب،
أيُها النار،
ذات يوم،
بِقُبلة واحدة طويلة،
سلَّ روحي من بين شفتي،
كما يرتشف ضوء الشمس الندى،
قبل أن يصعد التل،
أعلم أنه يأتي على عجل،
ومن الأسفل تهبُ نسماتٌ لطيفة،
كأنها آتية من حدائق عميقة،
تأتي قُبلة وتلفح جبيني،
في دماغي الجافّ تغوصُ روحي في الحال،
أعمق فأعمق من غشية إلى غشية،
تفقدُ الوعي مثل قمر صباحي غير مُكتمل،
صوت الريح يُشبه سلكًا فضيًّا،
ومن وراء الظُهيرة تنسكب النار،
على التلال،
وفي الجوار تنحني السموات في شهوتها،
وفجأة تُحاصر قلبي بِحارٍ من الضوء،
وتخترقه فرحةٌ عنيفة،
فينفلقُ مُتفتحًا أمام ناظري،
روحي بأجمعها تنتظر صامتةً،
عاريةً تمامًا في سماءٍ مُلتهبة،
تتدلى وقد أعمتها عينك الساطعة،
ستكون لي أو أموتُ دونك،
سأكبُر من حولك في موضعه،
أكبُر،
وأعيش،
وأموت،
وأنا أنظُر إلى وجهك،
أموت،
وأحتضر،
وأنت تحضنني بين ذِراعيك.


 

رد مع اقتباس