الموضوع: مدينتى
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-10-21, 10:50 AM   #1020
الفيلسوف

الصورة الرمزية الفيلسوف

آخر زيارة »  اليوم (01:25 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حابب أحكي عن حكاية عثمان بيومي بطل رواية حضرة المحترم للأديب العبقري نجيب محفوظ
عثمان بيومي شاب من أسرة شديدة الفقر تعلم حتي الثانوية ثم استلم وظيفته في الدرجة الثامنة من السلم الحكومي ، ومنذ لحظة تسلم الوظيفة في مكتب المدير العام قرر عثمان أن يكرس كل حياته من أجل هدف واحد ، أن يصبح يوما ما المدير العام
لأجل ذلك اضطر عثمان أن يتخلي عن حبه لسيدة ، تلك الشابة الجميلة الفقيرة ، الزواج من شأنه أن يعطل مسيرته المقدسة نحو المنصب العظيم ، إن الإيمان الحق نقيض السعادة التافهة كما كان يقول ، لن يضحي بإيمان الترقي والطموح والتفرد لأجل سعادة الحب التافهة ، كان يقول ان مأساة الآدمية أنها تبدأ من الطين وأن عليها أن تحتل مكانتها بعد ذلك بين النجوم ، غير أنه كي يعوض حب سيدة و مكانها في قلبه كان يقضي عطلته الأسبوعية في بيت عاهرة
استمر عثمان في العمل الجاد الدؤوب و الترقي بين الدرجات و في اثناء ذلك التقي بأنسية رمضان ، موظفة تقع تحت أمرته ، بدأ علاقته بها متحرشا لكنه بعد قليل من الوقت أحبها ، لم تكن هناك أنثي أقدر منها علي إسعاده ، كانت جميلة و ذكية و متعلمة ، لكن ما أشد حيرته بين ما يريد وما يستطيع ، انه يريد المجد ، كرسي المدير العام ، و يريد أن يتقوي علي ذلك بزوجة من ذوي الجاه و السلطان تساعده علي الترقي الإجتماعي و تحقيق مبتغاه لكنه كان مرفوضا منهم لوضاعة أصله و أسرته
استمر عثمان في الترقي و مع كل ترقي جديد و كل عام يمضي و كل شعرة بيضاء تظهر في رأسه كان يشتد يأسه و شقاؤه ، إن السعادة تغريه بالإنتحار، أما الشقاء فهو الذي يحرضه على نشدان حلمه الكبير و مجده المأمول
في إحدي لحظات يأسه بعد ان طال به العمر قرر عثمان أن يتزوج من عاهرته الأسبوعية ، السكيرة القبيحة العجوزة رفيقة الدرب ، و في آخر عمره تزوج ثانية من سكرتيرة طامعة بعد أن أصبح من ذوي المال والسلطان ، اقترب أجله و ضعفت صحته واشتري قبرا مكلفا في مكان جميل بعيدا عن قبور عائلته الوضيعة
في مرض موته جاءه الخبر المنشود ، تم ترقية عثمان بيومي لمنصب المدير العام ، سعد بالخير سعادة كبيره لكن ما كان يحز في نفس عثمان أن كل شيء يمضي في سبيله دون مبالاة به وبمجده العظيم ، التعيين والترقي والإحالة إلى المعاش، الحب والزواج وحتى الطلاق، صراعات السياسة وشعاراتها المحمومة، تعاقب الليل والنهار ، ان الحياة يمكن تلخيصها في كلمتين ، استقبال ثم توديع ، ولعله من محاسن الصدف ان القبر الجديد قد حاز رضاه تحت ضوء الشمس


 

رد مع اقتباس