الموضوع: مدينتى
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-21, 09:58 AM   #1022
الفيلسوف

الصورة الرمزية الفيلسوف

آخر زيارة »  اليوم (01:25 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



فى مرة من المرات ذهب الى الطبيب النفسى الشهير فيكتور فرانكل رجل عجوز مصاب بإكتئاب حاد بعد عامين من وفاة زوجته و رفيقة عمره التى أحبها فوق كل البشر ، عامان لم يستطع خلالهما ذلك العجوز أن يتجاوز تلك المحنة الرهيبة و أن ينعم من جديد بحياة هادئة ، كيف يمكن أن يساعده فرانكل ، كيف له أن يضخ الحياة من جديد فى ذلك الجسد العجوز الحزين ؟
فيكتور فرانكل صاحب مدرسة شهيرة فى العلاج النفسى تعرف بمدرسة العلاج بالمعنى ، يقول فرانكل ان سؤال الحياة ليس هو المتعة ( ان تعيش مستمتعا ) كما يقول فرويد و لا هو القوة ( أن تعيش قويا ) كما يقول أدلر وانما سؤال الحياة هو عن المعنى ، أن تجد معنى لحياتك وأفعالك و حتى لمعاناتك ، ان تشعر بأن ثمة شئ ما حقيقى هنا ، أن تدرك ان العبث لا يحيط بك من كل جانب
فيكتور فرانكل كان أحد المحتجزين فى معتقلات النازيين الرهيبة ، كان يرى اصدقائه يتبخرون يوميا من مداخن المحارق النازية ، كيف يمكن أن يجد المعنى وسط كل هذا العبث ؟ كيف لا يستسلم أمام كل ذلك الجنون ؟ يقول فرانكل انه وجد المعنى فى أمله أن ينجو ليرى من جديد وجه زوجته ، ذلك المعنى الذى ساعده أن يبقى حيا داخل المعتقلات وأن يظل محتفظا بإنسانيته خارجها
لنعود حسنا الى قصة ذلك الرجل العجوز ، سأله فرانكل ، ترى يا سيدى ماذا كان يمكن أن يحدث لو مت أنت أولا وبقيت زوجتك وحدها هنا بدونك ؟ أخبره العجوز انها كانت ستعانى بشدة ، يا آلهى ، لا أظن انها كانت ستطيق أمرا كهذا ، يقول فرانكل ، و ها هى الآن قد تجنبت كل هذا الألم ، انت يا سيدى هو من جنبها تلك المعاناة الرهيبة ، والآن بقى عليك أن تدفع الثمن بأن تبقى حيا و تأسى من أجلها
فجأة وجد العجوز معنى ما لمعاناته ، انه هنا ليأسى بدلا من زوجته ، لكى يعانى مكانها ، هز العجوز يد فرانكل برفق و قام مغادرا مكتبه و على وجهه لأول مرة منذ عامين ترتسم علامات الطمأنينة و الإرتياح


 

رد مع اقتباس