عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-21, 07:53 AM   #1
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (09:05 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ما أكثر شيءٍ أسعدكَ في حياتك!



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تسألني: كيف أشعرُ بالسعادة؟
فأقول لكَ: أُجيبكَ، أم أروي لك قصةً أولاً؟!
وأنا أعرفُ مسبقاً حبَّكَ للقصص،
ولم تُخيِّبْ معرفتي بك،
إذ تقول لي: اِروِ لي قصةً أولاً!

حسناً يا صاحبي إليكَ القصة التي ستوفر عليَّ عناء الإجابة،
على سؤال يبدو شائكاً وفضفاضاً!
في لقاء على الهواء مباشرة،
سأل المذيع ضيفه الثري:
ما أكثر شيءٍ أسعدكَ في حياتك!
فقال الثريُّ للمذيع:
مررتُ بأربع مراحل للسعادة في حياتي حتى عرفتها،
في المرحلة الأولى كنتُ أعتقدُ أن السعادة
تكمنُ في اقتناء الأشياء،
فلم أترك لوحةً غالية الثمن إلا اشتريتها!
واقتنيتُ أفخر السيارات،
واشتريتُ أجمل البيوت،
ولكن المفاجأة كانت أني لم أعرف السعادة!

في المرحلة الثانية اعتقدتُ أن السعادة
تكمنُ في أن أكون وجهاً من وجوه المجتمع،
أقمتُ الحفلات، وشاركتُ في الفعاليات،
كتبتْ عني الصحف، وتحدث عني الناس،
ولكني لم أجد طعم السعادة!

في المرحلة الثالثة اعتقدتُ أن السعادة
تكمن في امتلاك مشاريع كبيرة،
اشتريتُ فريقاً لكرة القدم في المدينة،
واشتريتُ أكبر منتجعٍ سياحي في البلد،
ولكني لم أجد طعم السعادة أيضاً!

في المرحلة الرابعة وجدتُ السعادة
ولكن عن طريق الصدفة!
طلبَ مني صديق أن أساهم بشراء
كراسٍ متحركة لمجموعة من الأطفال المشلولين،
وبالفعل سارعتُ لدفع المبلغ الذي طلبه،
ولكن صديقي جاءني بعد فترة
وطلب مني أن أذهب معه
لتسليم هذه الكراسي للأطفال بنفسي،
استجبتُ لطلبه وكم كانت سعادتي كبيرةً
عندما رأيتُ الفرحة على وجوه الأطفال،
وكنتُ أحسبُ أن الأمر قد انتهى هنا!
ولكني حين أردتُ مغادرة المكان،
أمسكَ طفل مقعد بيدي ونظر إليَّ وابتسامة عريضة على فمه،
قلتُ له: هل لكَ حاجة فأقضيها لكَ؟
فقال لي: لا
ولكني أريدُ أن أحفظ وجهكَ،
حتى أعرفكَ في الجنة وأشكرك مرةً أخرى أمام الله!
عدتُ يومها من هناك بشيءٍ ثمينٍ جداً،
عدتُ بطعم السعادة!

السعادة في العطاء يا صاحبي،
في خاطر مكسور تجبره، فتشعر أن خاطرك هو الذي جُبر!
وفي دمعة تمسحها عند خد محزون، فتشعر أن دمعتكَ هي التي مُسحتْ!
وعن صدقةٍ تضعها في يد فقير، فتشعر أنك الذي أخذتَ المال لا الذي أعطيت!
في مسكين تنصره في موقف ضعف، فتشعر أن النصر نصرك!
وفي إصلاح ذات بين، فتشعر أنكَ قد عُدتَ إلى نفسك بعد فراق!
السعادة بيد الله يا صاحبي فلا تطلبها بعيداً عنه!

دمتم بعافية