من اللحظات التى نكرهها جميعا لحظة اضطرارنا أن نتحدث بموضوعية مع من نحب , ان نصارحهم بما لا يحبون سماعه ، أن نتلبس دور عقولهم المعطلة بفعل عاطفة ما فنكبح حماستهم الطفولية و شغف نفوسهم ، نكرهها لأننا نعتقد اننا لا يجب أن نكون موضوعيين تجاه من نحب ، نعتقد أن دورنا هو ان نجاريهم و ندفعهم ونشد من أزرهم ، يقصون علينا لندعمهم ونشجعهم و نعمق يقينهم فإذا بنا نفاجئهم بالتثبيط والتردد , , لحظة انطفاء لمعة أعينهم وقت حديث العقل تقتلنا , تنقلب حماستهم بلادة و يقينهم تشكك و رغبتهم زهد ، نكره أن نكون نحن بالذات من يحدث لهم ذلك الأثر البغيض ، ولكن ، أى معنى يبقى للحب ونحن نأخذ بأيديهم الى الهاوية ؟ من يحميهم من خطر نفوسهم اذا لم يكن نحن ؟ ربما يكون هذا رغم قبحه بمثابة نداء الواجب والضمير الذى يرفض ان يتنحى قليلا ويأبى إلا ان يعكر علينا صفو لحظات الود و الحب و الحماس و الدعم غير المشروط