عرض مشاركة واحدة
قديم 11-15-21, 10:08 AM   #947
خياآل

آخر زيارة »  02-13-24 (01:02 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



اجمع الاطباء على قطع ساق عروة بن الزبير فلم يبد الجزع على وجهه ولا الحزن على ملامحه، وواجه المحن بنفس راضية وقلب صبور وعندما اخذوه لبتر ساقه قال ان كنتم لابد فاعلين فافعلوا ذلك وانا في الصلاة، فاني لا احس بذلك ولا اشعر به.
وما ان قام الى الصلاة واستغرق فيها كدأبه حتى نشر الاطباء ساقه فلم يتألم ولم يختلج، ولم يتحرك عضو من اعضائه، ثم امسك بعد الصلاة بالساق المبتورة وقلبها بين يديه، وقال: اللهم انك تعلم اني لم امش بها الى سوء او الى معصية قط.

وحدث في تلك الليلة التي قطعت فيها ساقه ان دخل ابنه حظيرة الدواب فرفسته فرس فمات في الحال، واجتمعت على عروة مصيبتان في ليلة واحدة، بتر ساقه وموت احب اولاده اليه، فكيف استقبل المصيبتين وواجه المحنتين، وبماذا خرج من امتحان الله له في نفسه وولده، كان في ايمانه وصبره كالطود الشامخ العظيم لا تحركه الرياح ولا تهزه الاعاصير ولا تؤثر فيه الانواء، فقد جاءه الوليد بن عبدالملك يعزيه في رجله وفي ابنه الذي قتل برفسة فرس، فقال عروة: اللهم لك الحمد كان لي اطراف اربعة فاخذت واحدا وابقيت ثلاثة وكان لي بنون سبعة فاخذت واحدا وابقيت ستة، فلئن كنت قد ابتليت فلطالما عافيت، ولئن كنت قد اخذت فلطالما اعطيت فلك الحمد يا رب


 

رد مع اقتباس