عرض مشاركة واحدة
قديم 11-16-21, 06:26 AM   #405
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (03:04 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الآن،
إذ يلفُ الثرى جَسدك البارد،
ويرتفعُ الثلج من فوقك أكوامًا،
وإذ أنت بعيدًا بعيد،
في الجدث البارد الكئيب،
هل نسيت أن أُحبك،
يا حُبي الوحيد؟
وقد فرّقتنا أخيرًا،
أمواج الزمن التي تُفرق كُل شيء،
الآن،
وأنا وحيدة،
هل كفّت أفكاري عن التحليق فوق الجِبال؟
وفوق ذاك الشاطئ الشمالي!
إرخاء جناحها حيثُ الخلنج،
وأوراقُ السرخس التي تُغطي،
القلب النبيل إلى أبد الدهر؟
باردٌ أنت في الثرى،
عشرةُ أشتية موحِشة مرّت،
فوق هذه التِلال السمراء،
تلتها خمسٌ أُخريات،
وأستحالت كُلها إلى الربيع،
مُخلصٌ حقًا هو القلب الذي يتذكّر،
بعد هكذا أعوام من الشقاء والتحول،
أيا حُب الشبيبة العذِب،
سامحني أن نسيتُك يومًا،
إذ يجرفني موج الحياة،
إن آمالاً أُخرى تُحيط بي،
آمالاً ورغائِب غامضات،
لكنها لن تستطيع إيذاءك!
لم يُضئ في سمائي نورٌ جديد،
لم يشرُق من أجلي صباحٌ ثانٍ،
نعيم حياتي كُله من حياتك العِزيزة جاءني،
ونعيمُ حياتي كله يرقد الآن معك،
ولكن حين مضت أيامُ الأحلام الذهبية،
ولم يعُد اليأس نفسه قادرًا على التدمير،
تعلمتُ ساعتها كيف أن الوجود،
قد يكونُ عزيزًا وقويًا،
دونَ عون من السرور،
عندها كبحتُ دموع العواطف التي لا
تجدي وفطمتُ روحي الفتية من حَنيني إليك،
وأنكرتُ في قسوة،
حرقتها لنزول الحُفرة التي هي مُلكي،
وأكثر من مُلكي،
لكني لا أجرؤ على تركها للتوالي،
لا أجرؤ على الإنغماس،
في ألم الذكريات الشجيّ،
إذ كيف لي وقد شربتُ حدّ الثمالة،
من كأس الألم السماوي ذاك؟
أن أسعى وراء العالم الأجوف من جديد؟.


 

رد مع اقتباس