فى رواية الهوية لكونديرا كان البطل بيتكلم عن أهمية الصداقة فى حياته وبيقول ان الصداقة ضرورية للإنسان لحفظ ذاكرته لأن تذكر الإنسان لماضيه شرط لحفظ أناه ومن اجل الا تتقلص هذه الأنا يجب سقاية الذكريات بإستمرار ودا بيقتضى اتصال منتظم بشهود الماضى أى بالأصدقاء حتى لا نفقد اتصالنا بماضينا وبالتالى نفقد هويتنا وبيقول ان الصداقة عنده قيمة فوق كل القيم وانه بين الصداقة والحقيقة سيختار الصداقة دائما ثم سأل حبيبته أليس ذلك صحيحا فقالتله انها متقدرش تجاوبه لإن الصداقة ليست مسألة النساء , الصداقة مسألة الرجال , انها رومانسيتهم وليست رومانسيتنا
فكرت لأول مرة ان ربما ده يبدو صحيح تماما , كل الكتب والروايات والأفلام اللى بتتكلم عن الصداقة كان أبطالها من الرجال وانتبهت انى معرفش اى قصة صداقة عظيمة فى عالم النساء لا فى التاريخ ولا فى الفن ولا حتى فى الواقع
يبدو ان الصداقة فى عالم النساء هشة جدا وبتكون مجرد ملئ فراغ قبل مجئ الحبيب لذلك بيكون من السهل على الانثى اسبتدال حبيبها بكل صديقاتها وبيكثر بينهم الخصام والفراق والكيد والحسد و الخيانة والمؤامرات ودى أشياء قلما جدا ما تحدث فى عالم الرجال
كنت أظن مسبقا ان ده بسبب سوء طباع المرأه بالنسبة لطباع الرجل لكن يبدو ان تفسير كونديرا هنا أكثر ملائمة بكثير فنظرة الانثى للصداقة مختلفة أصلا عن نظرتنا ليها . انها رومانسيتنا وليست رومانسيتهم