الموضوع: رصاصة رحمة ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-24-21, 04:07 PM   #1
نجمة

الصورة الرمزية نجمة

آخر زيارة »  01-20-24 (04:38 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي رصاصة رحمة ...



مسجون في غرفته منذ اسبوعين ، صوت طبول العرس من خارج نافذته المحمية بالحدائد تكاد تصيبه بالجنون ، ينهض بجسد مرتجف وبقدم متعثرة يتصبب عرقا ،يقف أمام المرآة ينظر لخياله الباهت ..

ما الذي غيّره هكذا !! لماذا اصبح ضعيفاً ذليلاً هيناً ؟
اين إرادته ،عزيمته، احلامه ، طموحاته العظيمة ليصبح بطلا تتغنى فيه الأجيال القادمة ...
متى اندثر الأمل وضاع؟
ينظر مرة اخرى ليرى إجابة سؤاله على جسده !
قدم مبتورة وعين مفقودة وانف مشوه بشظية لغم وسط معركة لأجل الوطن والكرامة ...
وطن !!
وطن رماه عندما اصبح عاجزاً ، وضع في يده بضع ريالات " كتعويض " اخذها منه والده بحجة زواج اخته كدين ولم يرجعها ابداً ....
سنة كاملة تمسك فيها بأي شيء جميل في حياته ، موقف ، كلمة ، أو بسمة لكن لم يرى شيء منها سوى العجز ، الذل ، والتحطيم ...لم يعد يصلح لشيء حتى للزواج فمن تلك المجنونة التي ستقبل به ، أولهن حبيبته ...
زواج !!!
ابنة العم المتيمة به ،ظن أنها معه ستصارع الموج لأجله ،لم يخطر في باله انها ستكون من اوائل ركاب سفينة "الخائنين" ...
غدر !!!
وأي غدر اوجع من غدر الصديق
لماذا هي من بين جميع نساء العالمين ؟
بل لماذا وافقت عليه؟
كيف استطاعا قتله وهو حي؟
اين ذهبت الوعود والعهود بالوفاء من الحبيبة والصديق !!
اذا كانت الحياة غادرة هكذا ! فأنا لا اريدها ...
خانتني !!
كذب علي ... يدّعي أن اهله اجبروه عليها
خائنة ، وكاذب
عليهماا اللعنة !!
يقترب صوت الطبول اكثر يرافقها اصوات الأعيرة النارية المحتفلة ، يشعر بالدنيا تدور به ، الصداع يشتد ،الاصوات تتداخل ببعضها ، شريط الذكريات يتشابك ، الوجوه تتراءى له مشوهة ، قبيحة ...
يفتح الأدراج بهستيرية ، يعرف انه خبأه بمكان ما ، يقلب فرش السرير ويخرجه بوجه ميت غشته دموع باردة ، ومن بين اصوات الاعيرة النارية ، انطلق صوت رصاصته ...



تمت ...


 


رد مع اقتباس