عرض مشاركة واحدة
قديم 11-26-21, 11:28 AM   #421
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  05-14-24 (05:56 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



ويهمي المَطر،
مُعتمًا مثل روح البشر،
حالكًا مثل خساراتنا،
أعمى مثل تسعمائة وأربعين مسمارًا،
دُقّت في الحائط،
ويهمي المَطر،
كدقات قلبٍ ما تلبثُ أن تستحيل،
ضرباتِ مطرقةٍ،
في حقل الفخّار،
ودبيب خطواتٍ فاسِقات،
فوق الضَريح،
ويهمي المَطر،
فوق حقل الدم،
حيثُ تتناسل صغائِر الأُمنيات،
وحيثُ عقل الإنسان،
يرعى شراهته،
تلك الدودة العالِقة،
بِجبين قابيل،
ويهمي المَطر،
على أقدامِ الرجل الجائع،
النائِم على الرصيف،
أيا رَب الذي سمَّر ها هُنا،
كُل صباحٍ ومساء،
كُن رحيمًا به،
به وبالرجل الثري،
بلا فَرق،
تحت المَطر،
بين القروحِ والذهب،
ويهمي المَطر،
ويهمي الدم،
من خاصرةِ الجائع الجريح،
وفي قلبه يحمل الجِراح كُله،
جِراح الضوء الذي إختفى،
وآخر شرارةٍ خابية،
في القلب المُنتحر،
جِراح الظلام الحزين البليد،
جِراح الدبّ المُعذّب الأسير،
الدب الناحب الضَرير،
ومالِكه يهوي بالسياط،
على لحمهِ العاجز،
دموع الأرنب المُطارد،
ويهمي المَطر،
آهٍ،
ساعتها أثِبُ صوب ربّي،
عميقًا عميقًا حتى القلب الظميّ،
ذاك الذي يمسك نيران عالمي،
قاتمًا مُلطخًا بالأوجاع،
ساعتها يرنُّ صوت الأوحد،
الذي مثل قلبِ إنسان،
كان يومًا طفلاً يرقِد بين الوحوش :
"أُحبكم،
مازلت أُحبكم،
مازلتُ أسفح ضوئي البريء،
ودمي،
لأجلكم".


 

رد مع اقتباس