عرض مشاركة واحدة
قديم 11-30-21, 02:47 PM   #424
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  يوم أمس (03:50 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



إنني لا آمُل في العودة ثانيةً،
لأنني لا آمُل،
لأنني لا آمُل في العودة،
راغبةً في عطية هذا الإنسان،
أو في مأربِ ذاك،
لم أعُد أسعى لأسعى نحو أشياءٍ كهذه،
لماذا أمدُّ جناحيّ؟
لماذا أندبُ؟
ولدي القُدرة الزائلة للسُلطة المعهودة!
لأنني لا آمُل في أن أعرف ثانيةً،
مجد الساعة الحقيقية المُتقلبة،
لأنني لا أُفكر،
لأنني أعرف أنني لن أعرف،
القوة الوحيدة الحقيقية العابرة،
لأنني لا أقدر أن أنسى،
هُناك حيث تزهر الأشجار،
وتجري الينابيع،
إذ لم يعُد هناك من شيء،
لأنني أعرف أن الزمن هو الزمن دائمًا،
وأن المكان هو المكان الدائم الوحيد،
وأن ماهو فعلي هو فعليٌّ لمرة واحدة فقط،
ولمكانٍ واحدٍ فقط،
أبتهج،
لأن الأشياء هي كما هي،
وأرفض الوجه الحسِن،
وأرفض الصوت،
لأنني لا أقدر أن آمل في العودة ثانيةً،
لهذا أبتهج،
إذ عليَّ أن أبني شيئًا،
بِه أبتهج،
وأُصلي لله كي يرحمني،
وأُصلي لعلي أنسى،
هذه الأشياء التي كثيرًا ما أُناقشها مع نفسي،
وكثيرًا ما أُفسّرها،
لأنني لا آمُل في العودة ثانيةً،
سأدع هذه الكلمات تتحمّل،
تبعة ما صنعت،
حتى لا أُصنع ثانيةً،
وليكُن حُكم القضاء غير شديدٍ علي،
لأن هذه الأجنحة لم تعُد أجنحة للتحليق،
بل مُجرد مراوح تصفعُ الهواء،
الهواء الذي هو الآن ضئيلٌ وجافٌ تمامًا،
أكثر جفافًا وضآلةً من إرادتي،
علمني أن أهتمَّ وألّا أهتم،
علمني أن أجلس هادئة،
أُصلي من أجلي،
أنا خطيئة الآن وفي ساعة موتي،
سأُصلي من أجلي الآن،
وفي ساعة موتي.


 

رد مع اقتباس