عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-21, 07:47 AM   #425
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (03:50 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



ثلاثةُ نُمُرٍ جلست تحت شجرة العرعر،
في برودة النهار،
بعد أن إقتاتت حتى الشبع،
من ساقيّ وقلبي وكبدي،
وذاك الذي كان في جوف
جُمجمتي الفارغ المُستدير،
أيُحيا الله هذه العظام؟
وذلك الذي كان في العظام؟
من أجلي،
من أجل ذاتي الحَبيبة،
ولأنك تُكرمني في تأمُلاتي،
أشعُّ أنا في بهاء،
وأنا التي هُنا تواريتُ،
أُطرح أعمالي للنسيان،
ومحبّتي لأثمار اليقطين،
هذا هو الذي يستعيد أمعائي،
وأعصاب عيني،
والأجزاء عسيرة الهضم،
أنا سيدة مُنصرفة في رداءِ أبيض،
إلى تأمُلاتي في الرداء الأبيض،
سأدع بياض العِظام يتغلّفُ بالنسيان،
ليس فيها أيُ حياة،
كما أنا منسيّة،
ورُبما سأنسى،
هكذا رُبما سأنسى،
مكرّسة القصد،
مُنحصرةً فيه،
راحت العِظام تُغنّي مُزقزقةً،
بِعبء الجندُب، قائلةً :
"يا سيدة السكوت،
أيتُها الهادئة الحَزينة،
المُمزّقة والمُتناهية للكل،
يا وردة الذكريات،
يا وردة النسيان،
أيتُها المُرهقة والواهبة للحياة،
يا قلقةٍ مُطمئنة،
الوردة الوحيدة،
هي الآن حديقة،
حيثُ كُل حبٍ ينتهي،
يضعُ حدًا لِعذاب،
الحُبّ غير المُكتفي،
العذاب الأكبر،
للحبّ المُكتفي،
نهاية اللامُنتهي،
رِحلة إلى اللانهاية،
خاتمةُ كُل ما،
ليس له خاتمة،
كلامٌ بدون ألفاظ،
وألفاظٌ بدون كلام،
تباركتِ يا سيدة،
من أجلِ الحديقة،
حيثُ ينتهي الحُب كله"
تحت شجرة العرعر غنّت العِظام،
مُضيئة مُبعثرة،
أنا سعيدة في تبعثُري،
فلقد قلَّ نفعي،
تحت شجرةٍ من برود النهار،
مع بركة الرمال،
ناسية نفسي،
في هدوء الصحراء،
هذه هي الأرض،
لي مِيراث.


 

رد مع اقتباس