عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-21, 09:52 AM   #3
ومضة

الصورة الرمزية ومضة

آخر زيارة »  12-19-22 (10:10 AM)
الهوايه »  القراءه واشغال الهاندميد

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



اشتهر معن ابن زائدة بالجود والحلم لدرجة كما اشتهر بالفروسية وحكمة القيادة ,
ولما ولاه المنصور ولاية اليمن قصده إعرابي على أثر رهان كان بين مجموعة من زملائه على إخراج معن عن حلمه مقابل مئة جمل لمن يفعل ذلك ,
ولما حضر أمامه في قاعة الولاية خاطبه قائلاً :
أتذكر أن لحافك جلد شاة .. وإذ نعلاك من جلد البعير ؟.
أجابه معن : أذكره ولا أنساه والحمدلله الذي أبدل الحال بما هو أفضل ,
قال الإعرابي :
فسبحان الذي أعطاك ملكاً .. وعلمك الجلوس على السرير ,
قال معن : سبحان الله الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء ,
قال الإعرابي :
سأرحل عن بلاد أنت فيها .. ولو جار الزمان على الفقير ,
أجاب معن :
فإن أقمت بجوارنا فمرحبا بك وبإقامتك وإن رحلت فمصحوباً بالسلامة ,
قال الإعرابي :
فجد لي يابن ناقصة بمال .. فإني قد عزمت على الرحيل ,
فقال معن لأحد الحاشية : أعطوه ألف دينار علها تخفف عنه مشاق السفر ,
فأخذها الإعرابي ورد بالقول :

قليل ما أتيت به وإني .. لأطمع منك في المال الكثير
فثنِّ قد أتاك الملك عفواً .. بلا رأي ولا عقلٍ منير,

فقال معن : أعطوه ألفاً ثانية ليكون عنا راضي .

فنظر الإعرابي حوله وقال :
سألت الله أن يبقيك ذخراً .. فمالك في البرية من نظير
فمنك الجود والإفضال حقاً .. وفيض يديك كالنهر الغزير

فقال معن أعطيناه لهجونا ألفين فأعطوه لمديحنا أربعة آلاف ,

فقال الأعرابي: بأبي أيها الأمير ونفسي، فأنت نسيج وحدك في الحلم، ونادرة دهرك في الجود،
فقد كنت في صفاتك بين مصدق ومكذب، فلما بلوتك صغر الخُبر الخَبر، وأذهبَ ضعف الشك قوة اليقين،
وما بعثني على ما فعلت إلا مئة بعير جُعلت لي على إغضابك.

فقال له الأمير: لا تثريب عليك، فوصّى له بمئتي بعير، مئة للرهان ومئة له.

فانصرف الأعرابي داعياً له، ذاكراً بهباته، معجباً بأناته.


 

رد مع اقتباس