الظروف المحيطة بنا..في اوقات كتير بيبقى لها تأثير مضر ومؤذي لنا...
طبيعي اننا نتفاعل مع الظروف المحيطة..وضع مؤلم نتألم..وضع مهدد فنخاف..حد بيحاول يعتدي علينا فنغصب...وهكذا..ده طبيعي جدا..طول ما احنا بنتفاعل بشكل مناسب وبنختار سلوكيات تعامل مناسبة وفعالة.
ولكن وجودنا في وضع مخيف او مؤلم او مؤذي الخ لفترة طويلة ممكن يخرجنا من الحالة الطبيعة والاستقرار النفسي..لوضع اقل استقرارا واكثر كربا..وبيزيد التدهور مع استمرارنا في الوضع المؤذي دون حل.
وجودنا في علاقة او بيئة عمل او محيط حياة بيتميز بالتلاعب او العدوانية او عدم التسامح او محاولات الهيمنة او الاستغلال او معرقل ومانع لفترة طويلة هينقلنا من الغضب والتوتر والخوف والاكتئاب والذنب والخزي والعجز والاستياء والمرارة.
ادراك ان الوضع مؤذي...والاعتراف انه خارج دائرة سيطرتنا وتأثيرنا (ملناش حكم عليه ولا قدرة على تغييره) ...والاعتراف انه هيفضل كدة..هو ده الوضع دون الانشغال بافكار غير واقعية عن اللي مفروض يكون...خطوة أولى للتعامل مع الوضع ده...وبداية مسئوليتنا عن سلامنا النفسي واستقرارنا ومنع التدهور...
برغم ان الواقع (عمل..علاقات..اشخاص..بيئة محيطة) مؤذي..الا ان تعاملنا مع الايذاء ده مسئوليتنا ..واللي بيعطلنا دايما وبيطول الفترة المؤذية علينا وبيزقنا في حالات اكبر من عدم الاستقرار..هو انشغالنا المستمر بالواقع ومحاولة تغييره كما نتمنى..او كما نظن انه المفروض يكون..تخيلنا ان الحل الوحيد هناك في الواقع فقط..وننسى ان هناك حلول اخرى تحت ايدينا وسيطرتنا...وتظل المحاولة اللي اشبه بخبط دماغنا في الحيط..دون تغير في الحيط ودون ادراك ان مش ده الحل.
الانشغال بالواقع وتغييره لفترة اطول من اللازم احيانا..دون ادراك حدود قدراتنا وسيطرتنا...او دون ادراك للواقع ومدى قابليته للتغيير..هيهدر جهودنا وهيمنعنا من التركيز مع الاهم..سلامنا النفسي والبحث عن حلول اخرى...حلول اكثر واقعية واقل تكلفة.
تغيرك الشخصي هيبدأ لما تسئل نفسك..هو انا ليه مصر اخبط دماغي في الحيط؟