القدرة على الاتصال بالذات..معرفتها والاحساس بها ..الاحساس بالمشاعر والاحتياجات..البقاء معها والانصات لرسالتها...التصديق لها واحترامها وتقديرها....احتواءها وتطمينها....هي جوهر الشعور القوي بالكينونة وحدودها وحقوقها...انها واضحة ومحددة ومعروفة ومفهومة ومحسوسة وتقدر تعبر عن نفسها...مهمة ولها قيمة ومقدرة وتستحق الاهتمام بها والرعاية والعناية...هو ده اللي بيبني احساسنا بالقيمة والاهمية والتقدير الذاتي..وبيبني حب الذات وقبولها والتعاطف معها والغفران لها....ولما نقدر نلبي احتياجاتنا ومشاعرنا..هو ده اللي بيغرس الثقة بالنفس والاطمئنان...ودول اللي بيتبني عليهم شخصيتنا وافعالنا وقدرتنا على الاستقلال وعلى عمل علاقات وعلى التعبير عن نفسنا..على العمل والانجاز واللهو والاسترخاء...على التوازن والنمو.
الحاجات دي كانت مهمة الوالدين انهم يغرسوها فينا في سنواتنا الاولى...في اللي قدر..وفيه اللي معرفش...وربما غرسوا فينا اللي عطل ده ووقفه عن العمل.
كانت مهمتهم لاننا كنا اطفال منعرفش... معندناش الوعي الكافي اللي يخلينا تقدم ده لنفسنا.
بس احنا دلوقتي كبرنا ..ونقدر نقدم ده..مش محتاجين نفضل مكانا لحد ما حد ييجي وينتبه لنا ويشوفنا ويحس بنا ويفهمنا ويصدق اللي جوانا ويحترمه ويقدره ويسمح له بالتعبير ويحتويه ويطمنه.....
احنا علينا الجانب الاكبر لتقديم ده لنفسنا..وبدون ما نعمده..هيتحط في سكتنا اللي ممكن يقدمه ومناخدش بالنا او منقدرش نصدقه او نؤمن به..هنفضل مربوطين بحد من يرة يقدم لنا اللي مش عارفين نقدمه لنفسنا...الاعتمادية العاطفية المضرة هي دي..هي انتظارنا لحد يقدم ده لنا..في نفس الوقت اللي بنعامل نفسنا فيه بالتجاهل والانفصال والرفض وعدم الاهتمام والتقدير.
بداية الرحلة للتعرف على النفس..حاجة تستحق..هو مين يستحق اهتمامنا ومحاولاتنا للتعرف عليه اكتر من انفسنا.
ومين يستاهل للتواصل والاتصال معاه اكتر مننا...
ومين يستحق الانصات له ورؤيته والاحساس به وتقديره اكتر مننا لنفسنا.