التعامل مع نفسنا تعامل رحيم ومعترف بها وببشريتها ..وكمان بضعفها ومحدوديتها بيحمينا من معاناة بلا داعي...معاندة بشريتنا ورفضنا لضعفها ومحدوديتها واحتياجاتها وعجزها...كاننا بنخبط راسنا في الحيط.
هنقابل في الحياة صعوبات وحاجات اكبر منا..هنقابل فيها ضغوط..هنقابل فيها حرمانات..هنقابل الم واحداث وفقد.هنلاقي نفسنا اوقات احتياجات مش عارفين نشبعها..هنلاقي مشاعر حزن او غضب او الم او خوف..او ارهاق او استنزاف...هنلاقي نفسنا اوقات عاجزين ومحاصرين في مقابلة الظروف دي.
كونا بشر..هنتفاعل مع الاحداث دي بقدرها..لو الحدث كبير هنتفاعل معاه بشدة..لو الازمة الخارجية صعبة ختخلينا في كرب لفترة طويلة..وده هيخلينا اكثر ضعفا..دي برضو بشريتنا وطبيعتنا..بنحاول ونعافر فترة طويلة فنستنزف.
اننا نتدور على بشريتنا وطبيعتنا بالتنكيل والجلد..انها بتتفاعل مع الاحداث..انها كان المفروض تكون اقوى...انها مش لازم تتاثر..انها مش لازم تحتاج...انها هشه..انها خايبة...انها..انها ...كل ده تكسير لها واهدار للطاقة اللي بقت قليلة نتيجة الاحداث ومحتاجينها عشان نتعامل مع تاثير الاحداث وخروجنا منها .
.اننا نحاول نلغي تفاعلنا او نكبته او نحارب احتياجنا او نكرهه او نكره نفسنا لاننا عندنا الاحتياج ده والمشاعر دي..برضو عامل زي محاربة طواحين الهوا...برضو اهدار للطاقة بدون طائل..حرب في السكة الغلط...حتى لو الامور صعبة برة..واشباع الاحتياج شحيح..برضو الحرب ضد نفسنا حرب فاشلة..بنمهد نغسنا للهزيمة والتكسير والمعاناة اكتر بدون اي فائدة.
انا جوعان حتى لو الاكل مش متوفر بره....كراهية شعوري واحتياجي ده ورفضه ومحاولة الغاءه..هيفيد بإيه...بالعكس ده تكسير فينا زيادة...رش الملح على الجرح...تضخيم للالم.
انا خبطتني تريلا..الخناقة مع نفسي ان ازاي تخبطني تريلا ..ازاي اتعور..لازم متالمش..لازم اخف بسرعة..الدنيا بايظة وانا في السرير...برضو مش هتوصلني لحتة...وهتكسر فيا.
التراحم والتعاطف مع نفسي..يمكن ميغيرش كتير من اللي حصل..او بيحصل..بس هيمنعني من الم اضافي واستنزاف اضافي..وهيمنع عدوى للجرح الموجود يمنع شفاؤه والتئامه...التعاطف هيوفر طاقتنا للتعافي..وهيوفر الظروف للجرح يخف..وهيصفي ذهننا تلافي حلول..وهيخلي عيونا المشغولة بالنظر لينا نظرة احتقار وجلد...انه تبص حواليها على حلول للازمة اللي هي فيها.
اتعلم التراحم والتعاطف مع نفسك...انت لا سوبر مان ولا محصن من الالم والازمات..انت بشر.