عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-21, 03:40 PM   #446
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (04:21 AM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



هكذا ينظُر حزني إلي،
في الثواني التي تعقِب الحدث،
أشعُر أن العالم إنقلب على رأسه،
وأنني لا أزال واقفة،
وجهي شاخصًا للأمام،
بينما كُل شيء يبدو وكأنه يتراجع ويتباطأ،
عقلي يصرُ على أنني لم أتغير،
العالم فعل،
بينما قلبي يصِر أن العالم لا وجود له،
أنا فقط،
كِلاهما يُحاولان إقناعي أني لستُ منبوذة،
إنه مُجرد خلل كوني،
لكن عقلي يكذب،
وكذلك قلبي،
بعد أربعة أيام،
عندما أنهض من الأرض،
حيث بقيتُ من وقتها،
زارتني أُمي مرتين، قالت :
"إسمعي،
ستتحسن الأمور،
فقط إسمحي لها،
وبإمكاننا مُساعدتك،
لو سمحتِ"
الكلمات تبدو جوفاء،
لكنني أشعُر بِخواءٍ أعظم
من أي كلمات أسمع
ترددها وإختفاءها بِداخلي،
بعد أسبوع من نسياني للنوم،
نُسياني للحلم،
نسياني للتواصل بالكيفية
التي لا يزال من حولي يملكونها،
أتساءل ما شكل التنفُس دون قلبٍ مفطور،
أتساءل ما طعم الكلمات دون مذاق الموت،
أتساءل عمّا يُريد الكون أن يُخبرني من خلال هذا كُله،
لكنني لن أتساءل أبدًا لو أن الأمور ستكون على ما يُرام،
لأنني مُتأكدة أنه لن يحدث،
شهرٌ يتسلل بِبطء بعيدًا،
بالطريقة نفسها التي تتجمع بها
المياة المُتساقطة من السقف في الدلو،
لا زلتُ هنا،
هذا يُدهشني أكثر من أي شيءٍ آخر،
لأني لو مازلتُ هُنا،
هذا يعني أنني لا أزال أتنفس،
رُغم جهودي المضنية لسحب
روحي بعيدًا عن هذا الجسد المصدوع،
مرّت ثلاثة أشهر،
الناس كأنهم إسطوانة عالقة طوال هذه المدة،
كُل شيء الآن يحدث بشكلٍ آلي،
أنهض،
أتحمم،
أذهب إلى العمل،
أنسى الطعام،
أعمل أكثر قليلاً،
أعود للبيت،
أحيانًا أتذكر أن آكل،
أذهب للنوم،
الروتين مُخدر،
وهذا سبب راحته،
السِر في الخدر،
هو أنه يخترق جلدي،
يسري في عروقي،
ويصل إلى قلبي،
السِر في الحزن،
هو أنه لا يختفي بالكامل أبدًا،
بِغض النظر عن مدى خَدري.


 

رد مع اقتباس