عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-21, 04:57 AM   #458
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  يوم أمس (07:51 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



لا أحد يُخبرني كيف جعلت مني الصدمة كاذبة،
حيث في نهاية الأمر يُصبح ما يخرج من فمي
كُله مجرد دُخان أسود لِزفير رماد مُدخن يحتضر،
الفرق الوحيد هو أنني فقط من تستطيع رؤيته،
الجميع يتعامل مع الأشياء العفِنة المُتساقطة
من فمي كما لو أنها سُكّر ناعم،
الناس لا يرغبون في رؤية شيءٍ قبيح،
عندما يكون من الأفضل والأقل إيلامًا،
أن يُرى خيالهم شيئًا جميلاً،
كلمات مثل "أنا بخير" و "أفضل الآن"
لأنه لا طائل من أن أشرح لشخص
لم يعرف ماهو الغرق قط،
كيف أن البحر في رأسي عميقٌ ومُظلم،
لدرجة أن ألف نُسخة مني غرقت فيه بالفعل،
كيف أن المكان حيثُ تُدفن كوابيسي،
أم أنها ذكرياتي ما دُفنت؟
الآن كُلها مُتداخلة بشكلٍ مُحكم،
حيث أعجز عن تحديد،
أين تبدأ الحدود وأين تنتهي،
حيث وإن إستطعت،
جزءٌ مني لا يُريد أن يعرف،
أي نُسخة رهيبة من الحقائق الكثيرة
داخل رأسي هي ما عشته حقًا،
هذا هو السبب في إني غالبًا،
ما أظهر على طرف مرآة غرفتي،
إنها دائمًا خلف قُماش،
كي لا تضطر لرؤية تجاويف العينين،
التي تبدو وكأنما أتى بهما أحدهم
من مجلة قديمة وألصقها بِوجهي،
بعدما إنتزع عينيَّ بِقوة،
وبِصراحة،
أنا لا أذكُر آخر مرة ضحكتُ فيها،
أعني ضحكتُ بِحق،
ذلك النوع الذي يكشف عن
مدى جمال روحي للعالم،
لأنه منذُ أن حدث آخر مرة،
إختفت روحي،
ولم تعُد تُرحب بأحد،
الأمر هو أنني أصبحت بارعةً في الإختباء،
روحي في عداد المفقودين الآن،
دون إشارة إلى الرجوع،
لا أحد يُدرك أن هُناك مساحة فارغة وعلامة إستفهام،
حيثُ اعتاد من يُحبون أن يكونوا،
لو أنني بقيتُ صامتةً وساكنةً تمامًا،
لن يُلاحظ أحدًا أنني،
حادث سيارة على وشك الوقوع،
لأن ما من أحد على مقعد السائق!.


 

رد مع اقتباس