عرض مشاركة واحدة
قديم 12-28-21, 08:31 AM   #224
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (09:05 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة مثواكم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة ...



- يروي هذه القصة أحد الإخوة فيقول :
كنت أجلس بزاوية الغرفة وعلى يميني والدي في سريره وهو يقرأ كتاب الله، الذي كان يختمه كل ثلاثة أيام
وأمامي والدتي على سريرها وفي يدها مصحفها الخاص بها، تتلوه آناء الليل وأطراف النهار، حيث كانت تختم القران كل سبعة أيام، على الرغم أنها كانت أميّة، لا تقرأ ولا تكتب !
وكنت أتظاهر بأنني مشغول بالكمبيوتر المحمول الذي في يدي
والحقيقة كنت أتعبّد الله باختلاس النظر إلى وجهيهما
وكانا أيضاً يختلسان النظر إليَّ وعلى وجهيهما ابتسامة الرضى والسرور ( التي كنت أشتريها بمال الدنيا )
فقد كنت أزورهما كل يوم مرتين، مرة بعد صلاة الفجر، ومرة بعد صلاة العصر ..
فبيتي في أقصى غرب المدينة، وهم في أقصى شرق المدينة .
وتعوّدت أن لا آكل أي فاكهة قبل أن أحضرها لهما .
وحرصت طوال حياتي على إدخال البهجة والسرور إلى قلبيهما بكل الطرق التي كنت أسمعها عن برّ الوالدين .
ولقد وضعت قرب كل واحد منهما هاتف للإتصال الخارجي
وبكبسة زر واحدة يتصلون بي، وبكبسة زر واحدة أكًن بين أيديهم .
ووضعت لهم إنترفون لفتح الباب الخارجي للبناية بجانب كل واحد منهما، وكانوا يتسلّون به أحياناً باستماعهم الى أصوات الأطفال وهم يلعبون في الشارع، وأيضاً ركبت لهم إنترفون للإتصال مع بيت أخي القريب من المنزل ولم يحتاجونه كثيراً لأنهم كانوا دائماً موجودين بخدمتهم.
وفي أيامهما الأخيرة ثقل عليهما السمع فكانا يتكلمان مع بعضهما بصوت عالٍ جداً يسمعه كل الجيران، فقمت على الفور بشراء هاتفين لاسلكي على البطارية، وعندما أعطيته لوالدي قلت له مازحاً :
(يا حاج، إنتبه لا تتتكلم مع أمي كلام فيه حب وغزل وغرام وأشواق، لأن الخط مراقب .
فكان يفرح كثيراً بمباسطتي له ويدعوا لي كثيراً ..
وكنت أول دخولي إليهما أُقبّل أيديهما وأتلذّذ بمسح يديهما على خدودي، وبصعوبة جداً استطعت تقبيل قدمي والدتي، وذلك بعدما أقنعتها أن في ذلك سعادتي .
أما والدي فحاولت معه مراراً وتكراراً ولسنوات طويلة، فلم يوافق على ذلك ابداً أبداً أبداً ..
وكان يسحب قدميه لكي لا أصل إليهما
وقال لي : إذا كنت تبغي الرضى فأنا راضي عنك .
وبقي عدم وصولي إلى قدميه حسرةً في قلبي طيلة حياته، وهدف لم أستطع تحقيقه إلى أن توفاه الله وقد قارب عمره المائة عام .
وعندما كان مسجّى على فراشه جاءتني الفرصة التي كنت أحلم بها طيلة حياتي، وكشفت عن قدميه وارتميت عليهما أقبلهما ممزوجة بدموعي، وأنا امسح بهم خدودي، قائلاً له :
لن تستطيع الآن يا أبتي أن تسحب قدميك .
والله لم أستطع المتابعة فقد انهمرت دموعي وغصّت الكلمات بين أضلعي.

الذي عنده أبوين أو أحدهما، فليسارع ليكسب رضاهما
إنها الفرصة التي لا تعوض، وإنهما الكنز الذي لا يفنى
وإذا كان هناك خلاف معهما، فليتغلب على هوى نفسه
وليدعس على شيطانه بقدميه، وليتقرب منهما
وإن كان أحدهما او كلاهما متوفيان فليدعُ لهما دائماً
وليكثر من الصدقة على روحهما.

اسعدكم الله في الدارين
تابعونا
لنا لقاء آخر ان شاء الله