عرض مشاركة واحدة
قديم 12-31-21, 08:13 AM   #225
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:13 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة مثواكم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة ...



( ذات يوم، بعد عقود طويلة، بالتحديد في غزوة الفتح، بينما رحلته تشارف على الوصول إلى نهايتها... مر عليه الصلاة والسلام بالأبواء.. حيث دفنت آمنة..
عنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزَا غَزْوَةَ الْفَتْحِ، فَخَرَجَ يَمْشِي إِلَى الْقُبُورِ حَتَّى إِذَا أَتَى أَدْنَاهَا جَلَسَ إِلَيْهِ كَأَنَّهُ يُكَلِّمُ إِنْسَانًا جَالِسًا يَبْكِي
جلس يكلمها وهي في القبر، بعد أكثر من خمسين عامًا على رحيلها.
تراه كان يحكي لها كل ما حدث في تلك السنوات، منذ أن افترقا وهو طفل؟ تراه كان يبكي لها وأمامها بدلًا عن دموع حرمها في طفولته وكان يتمنى لو يذرفها آنذاك بينما هو يحتضنها؟
فَاسْتَقْبَلَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَقَالَ: مَا يُبْكِيكَ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ
قَالَ: «هَذَا قَبْرُ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأَذِنَ لِي، ...، وَأَدْرَكَتْنِي رِقَّتُهَا فَبَكَيْتُ»
وقال: فَأَخَذَنِي مَا يَأْخُذُ الْوَلَدَ لِوَالِدِهِ مِنَ الرِّقَةِ
استأذن ربه أن يزورها... وأدركته رقتها.. تذكر كم كانت رقيقة معه، كم كانت عطوفة وحنونة، وكم كانت حياته قاسية بعد ذهابها... فبكى...
لا، لم يبكِ فقط، بل بكى وأبكى من حوله، بل لقد ارتفع نحيبه.
بل سيقول راوي الحديث أنه لم يرَ النبي عليه الصلاة والسلام باكيًا مثل تلك الساعة .
بعد أكثر من خمسين عامًا، بكى عليها كما لم يبكِ على أحد من قبل.
نعرف كم كانت الرحلة صعبة على ابن السادسة عندما نعرف أنه بكى هكذا وهو قد تجاوز الستين.
كما لو كان يبكي نيابة عن كل تلك السنوات.
ونيابة عن كل طفل فقد أمه.
عن كل دمعة محبوسة بدواعي التصبر والرجولة واللياقة الاجتماعية.

السيرة مستمرة
أحمد خيري العمري


اسعدكم الله في الدارين
تابعونا
لنا لقاء آخر ان شاء الله