عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-22, 08:04 AM   #228
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:42 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة مثواكم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة ...



"وقع مرّةً بيني وبين صديقٍ لي ما قد يقع مثلُه بين الأصدقاء ..
فأعرض عني وأعرضتُ عنه ، ونأى بجانبه ونأيت بجانبي ..
ومشى بيننا أولاد الحلال بالصلح ، فنقلوا منّي إليه ومنه إليّ ، فحوَّلوا الصديقين ببركة سعْيِهِما إلى عدوّين، وانقطع ما كان بيني وبينه .. وكان بيننا مودةُ ثلاثين سنة .

وطالت القطيعة وثَقُلَتْ عليّ ، ففكَّرْتُ يوماً في ساعةٍ رحْمَانية، وأَزْمَعْتُ أمراً ..

ذهبتُ إليه فطرقتُ بابه ، فلما رأَتْني زوجُه كذَّبتْ بصرَها ، ولما دخلَتْ تُنْبِئُه كذَّبَ سمعَهُ، وخرج إليَّ مشدوهاً !

فما لَبَّثْتُه حتى حيَّيْتُه بأطيب تحيةٍ كنتُ أُحَيِّيه أيام الوِدَاد بها .. واضطر فحيَّاني بمثلها، ودعاني فدخلت .. ولم أَدَعْه في حيرته، فقلت له ضاحكاً :

لقد جئتُ أصالُحك !

وذكَرْنا ما كانَ وما صار ، وقال وقلت ، وعاتبَني وعاتبتُه ، ونفضنا بالعِتاب الغبار عن مودّتنا ، فعادت كما كانت ، وعدنا إليها كما كنا .

وأنا أعتقد أن ثلاثة أرباع المختلفين لو صنع أحدهما ما صنعت لذهب الخلاف ، ورجع الائتلاف ..
وإنَّ زيارةً كريمة قد تمحو عداوةً بين أخوين كانت تؤدي بهما إلى المحاكم والسجون .

إنها والله خطوة واحدة تصلون بها إلى أُنْسِ الحب ، ومتعةِ الوُدّ ، وتسترجعون بها الزوجة المهاجرة ، والصديق المخالف ..

فلا تترددوا .."


من كتاب: (مقالات في كلمات)
للشيخ الفقيه الأديب: علي الطنطاوي رحمه الله

رزقكم الله السعادة اينما كنتم
لنا لقاء آخر ان شاء الله