عرض مشاركة واحدة
قديم 01-20-22, 08:06 AM   #1
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (01:42 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي وسائل تدبر القرآن



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وسائل تدبر القرآن ... الجزء الأول


لا يمكن للفرد تحقيق معنى التدبر المطلوب إلا بواسطة وسائل عديدة ، هي حجر الأساس وبدون معرفتها وتطبيقها وممارستها تصبح تلك المعلومات مجرد نظريات وأمنيات ، ومن هذه الوسائل :


الدعاء :

هذه النقطة هي بداية التدبر مع القرآن ، فالدعاء من أهم مفاتيح فهم القرآن ووعيه ، فمهما بذل الإنسان ومهما توفرت الإمكانات المادية ومهما اجتهد فلن يظفر بمراده إلا بعد أن يرزقه الله عز وجل المعونة والسداد .


الاستعاذة من الشيطان الرجيم :

ليس المراد هنا مجرد التلفظ بالعوذ ؛ بل يجب عليه استعاذة حقيقة ، كما قال ابن كثير : " معنى الاستعاذة عند القراءة لئلا يلبس على القارئ قراءته ويخلط عليه ويمنعه من التدبر والتفكر " . فهي تمهيد للجو الذي يتلى فيه كتاب الله ، وتطهير له من الوسوسة واتجاه بالمشاعر إلى الله خالصة .


تفعيل وسائل التدبر الإدراكية في النفس ومنها :


إعمال السمع في الإنصات للقرآن :


قال ابن عاشور : " في تقديم السمع على البصر في مواقعه من القرآن دليل على أنه أفضل فائدة لصاحبه من البصر ، فإن التقديم مؤذن بأهميته من المقدم ، وذلك لأن السمع آله لتلقي المعارف التي بها كمال العقل ، وهو وسيلة بلوغ دعوة الأنبياء إلى أفهام الأمم على وجه أكمل من بلوغها بواسطة البصر " .
لأجل ذلك حث الله تعالى على إعمال السمع : (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الأعراف: 204)، قال الطبري : " أصغوا له سمعكم ، لتتفهموا آياته ، وتعتبروا بمواعظه ، وأنصتوا إليه لتعقلوه وتتدبروه ، ولا تلغوا فيه فلا تعقلوه " .


ولقد أثنى الله تعالى على الجن عند استماعهم للقرآن وتأدبهم في مجالس الاستماع ، فقال الله تعالى : (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً (2) ) (سورة الجن).


صنف ابن القيم الناس عند سماع القرآن إلى ثلاثة أنواع :

رجل قلبه ميت فهذا ليست الآية ذكرى في حقه .
رجل له قلب حي مستعد ، لكنه مشغول عنها بغيرها غير مستمع للآيات المتلوة ، فهو غائب القلب ليس حاضرًا ، فهذا لا تحصل له الذكرى ، مع استعداده ووجود قلبه .
رجل حي القلب ، مستعد ، تليت عليه الآيات ، فأصغى بسمعه وأحضر قلبه ولم يشغله بفهم ما يسمعه ، فهو شاهد القلب ، ملقي السمع ، فهذا الذي ينتفع بالآيات .


إعمال البصر في تدبر القرآن :

كلمة بصر تطلق على نظرة الجارحة ، أما قوة القلب المدركة فيقال لها البصيرة ، نحو قوله تعالى : (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ) [قّ:22] .


قال ابن القيم : " لا ينتفع الناظر بمجرد رؤية العين حتى ينتقل منه نظر القلب في حكمة ذلك ، وبديع صنعه والاستدلال به على خالقه و باريه وذلك هو الفكر بعينه ".


اقتران القلب بحاستي السمع والبصر :

قال ابن القيم : " ارتباط القلب بحاستي السمع والبصر أشد من ارتباطه بغيرهما ". قال تعالى : (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا... ) [الأعراف: 179].
وسر الاقتران :أن هذه الثلاثة هي طرق التعلم وهي السمع والبصر والعقل



دروس في التدبر من مؤتمر تدبر القرآن الأول الذي أقيم في الدوحة ٢٠١٣ ومن مجموعة دراسات ومحاضرات للشيوخ الأفاضل كالشيخ الدكتور محمد الربيعة


ملتقى أهل القرآن

يتبع


 


رد مع اقتباس