الموضوع: واحة القلوب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-22, 09:14 AM   #1316
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (04:48 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



يقول ربنا سبحانه و تعالى في سورة الكهف :
إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا
رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ...

من رحمة الله عز وجل بهم
أن دَلّهم و ألهمهم على وجود الكهف
الكهف الذي فروا إليه بدينهم
الكهف الذي احتضنهم
و أمّنَهُم
و آواهُم
في وقت شعروا فيه بغربة في وسط لا يشبههم
بل هو أقسى من ذلك
إذ لو بقوا فيه لربما أوذوا
لأنهم أبوا الرضوخ لسائده الوثني
الذي ما كانوا ليقبلون به لأنفسهم مقابل سلامهم و نجاتهم .
و مَن منا ...
في زماننا
لا يحتاج لمثل كهفهم
مَن منا ...
لا يحتاج لجوانب دافئه تمنحه السلام
أركان آمنه يلجأ إليها
و تحترم توجهاته
و تدعم قراراته
و لا تمارس عليه ضغطاً
لاذابته في عالم لا ينتمي إليه
مَن منا...
لا يحتاج للدعم المعنوي
و المُساندة النزيهة
و التي تضمن بأنها لن تمنحك في نهاية المطاف
حينما تختلف معها لاحقاً
كشف حساب لتُعيرك بمعروفها معك و مُساندتها لك
أنت محظوظ جداً...
لو وجدت كهفاً واحداً يأويك على هيئة روح سمحة
تستوعبك و تُعاملك برقي
تحنو عليك دون أي أغراض أخرى
فؤلائك الفتية لم يجدوا
من يحتويهم ...
لكن رحمة الله
جعلت من كهفهم حضناً دافئاً
حفظ لهم قناعاتهم و عقيدتهم
فناموا...ثم...أفاقوا....ثم ماتوا
ليكون السلام رفيقهم في جميع أحوالهم .
و ذُكِر الكهف كإسم سورة في كتاب الله
و سيبقى حتى يوم الدين
فكيف...
إن قُمتَ أنتَ...
مقام الكهف...
في احتواءك و استيعابك لمَن يحتاجك و يلجأ إليك !!


 

رد مع اقتباس