الموضوع: واحة القلوب
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-12-22, 10:31 AM   #1361
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (12:34 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



جاء في الأثر أن "ذا القرنين" كان وحيد أمه، وأنه كما نعلم جميعًا طاف الأرض من مشرقها إلى مغربها فاتحًا وداعيًا،
ولما وصل إلى بابل مرض مرضًا شديدًا، وأحس بدنو أجله، لم يخطر بباله حينها غير الحزن الذي سيصيب أمه إذا مات.

أرسل إليها بكبش عظيم ورسالة، وكتب إليها في الرسالة:
أماه، إنّ هذه الدنيا آجال مكتوبة، وأعمار معلومة، فإن بلغكِ تمام أجلي فاذبحي هذا الكبش، ثم اطبخيه، واصنعي منه طعامًا، ثم نادي في الناس أن يحضروا جميعًا إلا من فقد عزيزًا!

فلما بلغها نبأ موته، عمدت إلى تنفيذ وصيته، صنعت بالكبش كما طلب، ونادت في الناس كما أوصى، لكنها تفاجأت أن أحدًا لم يحضر ليتناول طعامها، فعلمت أنه ما من أحد إلا وقد فقد عزيزًا،
ففهمت مراد ابنها من وصيته تلك، وقالت:
رحمك الله من ابن، لقد كنت لي واعظًا في موتكَ كما كنتَ في حياتكَ.
الدنيا ليست دار إقامة وإنما محطة عبور،
والموت ليس ضد الحياة وإنما هو جزء منها!


 

رد مع اقتباس