بعد كل هذه السنوات الرائعة
- التي تطفّل حزني عليها -
رغم تسرّب الدموع في بعض شقوق المستحيل
بدأتُ أبني عالماً بدونكَ
عالم فارغ من صوتك
و لا ترعاه عينيك و لا تسنده أفكاركَ
عالم بدأت تشييده بوضع الأسس
و يا للمفارقة المضحكة
لم تكن الأسس إلا ذكرياتنا
لأني لم أفكر ببناء عالم لينسيني إياك
بل لتبقى فيه دون أمل أن تعود فيه حقيقة ملموسة
قطّعتُ كل حبال الرجاء بأن كل ما يعتمل داخلك
قد يدفعكَ خارج حدود سيطرتك
فتلتفت قليلاً
كنت و ما زلت أطلب القليل
أيها البخيل
و جدران هذا العالم
هو ذاته الصمت الذي تتحصّن به