عرض مشاركة واحدة
قديم 02-28-22, 07:57 AM   #22
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:28 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




سلسلة الدار الآخرة

الحساب (3 )

تكلمنا في الدرس السابق عن قواعد محاسبة الله لعباده....ولكن من أول من يحاسب من الأمم ؟ وهل هناك أحد لن يحاسب ؟ وكيفية الحساب ؟ وعلى ماذا يسأل العباد ؟


أول من يحاسب من الأمم

أمة محمد صلى الله عليه و سلم أول من يحاسب من بين الأمم ..فهم أول من يُحشر و أول من يحاسب و أول من يدخل الجنة

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
" .... نحن الآخرون من أهل الدنيا و الأولون يوم القيامة المَقْضيُّ لهم قبل الخلائق "
رواه مسلم

و عن ابن عباس رضي الله عنهما :
أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
" نحن آخر الأمم و أول من يحاسب، يقال: أين الأمة الأمية و نبيها؟ فنحن الآخرون الأولون "
صححه الألباني

هل هناك أحد لن يحاسب ؟

هناك سبعون ألف من أمة الرسول صلى الله عليه وسلم سيدخلون الجنة بغير حساب

ففي الحديث قال النبي صلى الله عليه وسلم :
" ..... هؤلاء أمتك ، ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بلا حساب "
متفق عليه

وجاء في وصفهم أنهم يدخلون الجنة متماسكين آخذ بعضهم ببعض ، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم ، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر...

كيفية الحساب

كل عبد يعرض على ربه، ويتولى سبحانه حسابه بنفسه ويكلمه ليس بينه وبينه ترجمان كما في الحديث


الحساب يوم القيامة نوعان :

النوع الأول :

حساب عرض

وهذا الحساب يخص المؤمن ، فهو لا يناقش الحساب ولا يدقق عليه ولا يحقق معه ، ولكن تعرض عليه أعماله حتى يعرف منة الله عليه في سترها عليه في الدنيا وفي عفوه عنها في الآخرة

فعن ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :

" إِنَّ اللَّهَ يُدْنِي الْمُؤْمِنَ فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ وَيَسْتُرُهُ فَيَقُولُ أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا أَتَعْرِفُ ذَنْبَ كَذَا ؟ فَيَقُولُ نَعَمْ أَيْ رَبِّ . حَتَّى إِذَا قَرَّرَهُ بِذُنُوبِهِ وَرَأَى فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ هَلَكَ قَالَ : سَتَرْتُهَا عَلَيْكَ فِي الدُّنْيَا وَأَنَا أَغْفِرُهَا لَكَ الْيَوْمَ . فَيُعْطَى كِتَابَ حَسَنَاتِهِ . وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُونَ فَيَقُولُ الْأَشْهَاد : {ُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ }"
البخاري ومسلم


و عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
"مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ عُذِّبَ " ، قَالَت :ْ قُلْتُ أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى :
( فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ) ؟
قَالَ : " ذَلِكِ الْعَرْضُ "
البخاري ومسلم

و كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته:
"اللهم حاسبني حساباً يسيراً" ، فقالت عائشة رضي الله عنها : ما الحساب اليسير؟
قال: " الرجل تعرض عليع ذنوبه ثم يتجاوز له عنها ،إنه من نوقش الحساب هلك "
الألباني


النوع الثاني :

حساب مناقشة

وهذا حساب الله للكفار ، ومن شاء من عصاة الموحدين ، وقد يطول حسابهم ويعسر بحسب كثرة ذنوبهم . وهؤلاء العصاة من الموحدين يدخل الله منهم النار من يشاء إلى أمد ، ثم يخرجهم فيدخلهم الجنة إلى الأبد .

فهؤلاء يناقشون الحساب ويسألون فيه عن أعمالهم، يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته

ومن أمثلة هذا الصنف الذي يناقش الحساب وتوزن حسناته وسيئاته صاحب البطاقة الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم:
" إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعة وتسعون سجلاً، كل سجل مد البصر، ثم يقول له: " أتنكر من هذا شيئاً؟ أظلمك كتبتي الحافظون؟"
فيقول: لا يا رب ، فيقول:" أفلك عذر أو حسنة؟"
فبهت الرجل فيقول: لا يا رب

فيقول: " بلى إن لك عندنا حسنة واحدة، لا ظلم اليوم عليك "
فتخرج له بطاقة فيها: أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فيقول:" احضروه" ، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقال:" إنك لا تظلم"، قال: فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، فلا يثقل مع اسم الله شيء "
الألباني

وأما الكافر ....فعن أنس رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
" يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له: أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهباً أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم، فيقال له: قد كنت سئلت ما هو أيسر من ذلك "
البخاري.

يُتبع


 

رد مع اقتباس