عرض مشاركة واحدة
قديم 02-28-22, 11:48 AM   #13
شاهد عيان

الصورة الرمزية شاهد عيان

آخر زيارة »  يوم أمس (07:16 PM)
المكان »  الرياض
الهوايه »  اهتم بالذوق العالي واصحاب الدم الخفيف

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متأمل مشاهدة المشاركة
ً
ً

سوف اتحدث بشكل عام وباختصار
عن اساس المشكلة وعلاجها

الطلاق العاطفي …
شخصياً انا لا اتفق مع هذا المسمى
لان لفظة طلاق تعني انفصال وخلاف
واصحاب من يسميهم الناس
بالمطلقين عاطفياً
لم ينفصلوا ولازالوا مع بعضهم البعض
ولكن لو قلنا البرود العاطفي
اظنه اصلح واسلم وادق
البرود العاطفي امر طبيعي ومعروف
وفي الاساس لابد من وجوده
مع طول العشرة ومع كثرة الاحتكاك
ومع المقابلة اليومية والاحداث

ولكن هناك امور اساسية
يجب الانتباه لها
من حيث الطبيعة البشرية
ومن حيث ظروف الوقت
ومن حيث نوع الشخصيات
ومن حيث المؤثرات الخارجية
وغيرها ..
لان الانسان بطبعه ملول
ولا يبق على خلق واحد
والخلق هنا هو الطبع او السلوك
لذلك التجديد مطلب سامي
والتغيير واضفاء روح التنوع
هي من اسباب طرد الملل

تجدين انهما - اعني الزوجان -
قبل الدخول ووقت الخطبة او الملكة
كانا في ود وافر وميول عاطفي مزدهر
وكل واحد منهما يشتاق للاخر
والكل ينتظر لحظة الاجتماع والالتقاء
وبالفعل يتم الدخول والتلاقي
ويستمر الفرح والسعادة والنشوة
الى ما يقارب السنة او اقل
ثم تبدأ الحياة تطل عليهم بثقلها
وبما فيها من هموم ومشاكل
وظروف وتغيرات وتقلبات
ويبدؤون في مقارعة ومواجهة
تلك الامواج وتلك التقلبات
ويصبح الواقع اكبر مساحة في حياتهما
مع انكماش مساحة العاطفة
او ان تكون في جزء صغير من حياتهما
وذلك بفعل تاثير الواقع وما فيه
ومع هذه التغيرات والتقلبات
تتغير لغة الجسد ولغة التخاطب
وتقل معها الصور البلاغية الحميمية
بحيث لا يمكن ان يكون استقبال الزوجة
لزوجها كما كان من ذي قبل
فالاستقبال هو نفسه لكن بشيء من الواقع
بمعنى اذا التقيا من قبل
كأن يكون خارج المنزل
وهي في المنزل
فالاستقبال يكون بالاحضان
والقبل والكلام اللطيف الجميل
ومع التغيرات يكون الاستقبال بالترحاب
والسلام العادي على وجه السرعة
لانها قد تكون منشغلة بامور منزلها
وقد يكون هو منهك ومتعب من العمل
فيتم الاكتفاء برتوش من السلام والابتسامة
ومع الوقت لا يكون هناك استقبال
فهو يدخل متأخر وقد تكون قد نامت
وهكذا حتى يصبح الامر اعتيادي
وهذا كمثال وليس هو المشكل
ولكن حتى اوضح مدى تاثير الواقع
على مجريات الحياة الزوجية

ومن بعد اذا كان هناك اطفال
فالامر يصبح اشبه بالمستحيل
من حيث تفرغ كل واحد منها للاخر
فهي منشغلة مع اطفالها
وهو منشغل بامور العمل والمتطلبات
ويصبح الالتقاء اما على وجبة من الوجبات
او في غرفة النوم للنوم والراحة
وهكذا هي الحياة وظروفها

ولكن يبق ان هناك زوج فطن وذكي
وزوجة مهتمة وواعية
فلا يستسلمون لظروف الحياة
واشغالها ومتطلباتها ومافيها
بل يحرصون على ان تكون هناك
مساحة كافية فيما بينهما
من الود من الغزل من الابتسامة
من الخروج الى احد المطاعم
او المنتزهات او حتى الجلوس
مع بعضيهما في مكان خال
او السفر او غيره
وعدم اغفال جانب الهدايا
والرسائل الجميلة والايحاءات العاطفية
مع الاخذ في الاعتبار بان الواقع
ليس كغيره ..
ويجب ان يتقبلاه بكل حزم وادراك
وان يتفهما طبيعة المشاكل
وانها شيءٍ مؤكد ومفروض
وان يحاول كل منها احتوائها
وعدم خروجها خارج المنزل

وان يقدرها ويحترمها
وان يتحمل كل ظروفها
ويحملها على محمل العذر
وان يرحمها ويتلطف معها
وان تقدر هي اشغاله وظروفه
وان تصبر وتفهم طبيعة احواله
وتساعده في التخفيف من تلك الاتعاب
وبهذا يتم القضاء على اساس البرود العاطفي
وتستمر روح الود والالفة فيما بينهما

هناك شيء اسمه التجاوز
ان يتجاوز كل خطأ وكل عثرة
وان تتجاوز كل غضب وكل شك

هناك شيء اسمه التنازل
ان يتنازل عن بعض حقوقه
وواجباته في سبيل المساهمة
في تفريغها لما هي فيه من امور
وان تتنازل عن حظوظ نفسها ورغبتها
في سبيل اعطائه فرصة التجدد
وفرصة التفرغ لما هو اكبر من عواطفها

هناك شيء اسمه التقدير
ان يقدر ظروفها وماهي فيه
سواء الظروف النفسية الشهرية
او الظروف العائلية وما فيها
وان تقدر انشغاله وتأخره في المجيء
الى المنزل وما يعانيه من ضغوط الحياة

ما اقوله ليس تنظيراً
وانما هي اشياء بسيطة
ان تمت تم الوفاق والمحبة
وان زالت اتى البرود العاطفي
والتنافر والتصادم وسوء الظن

البرود العاطفي او الطلاق العاطفي
كما يسمونه .. هو نتاج انانية الذات
بحيث كل واحد منهما ينشد ذاته
ويطلب من الاخر العطاء دون ان يعطي
والاهتمام دون ان يهتم
والصبر دون يصبر
واحسان الظن دون ان يحسن الظن

الامور ليست كلها اخذ وما كانت كذلك
العطاء مطلب مهم من كلا الطرفين
فكما انك تحب ان تأخذ يجب ان تعطي
وكما انك تحب ان تسير الامور بالشكل المطلوب
يجب ان تساعد وتساهم في سيرها
لان الحياة مبنية على التعاون والمساعدة
لا على الاتكالية والتخلي عن المسؤولية
لا على حساب راحتك انت
دون الالتفات لراحة صاحبك

ثم ان التقوى والمحافظة على قيم الدين
وعلى الخصال الحميدة والشريفة
هي رأس الامر واساس الاستقرار
وأصل ألفة القلوب واجتماعها

الحديث يطول ولن تكفيه اسطر
ولكن يجب الاخذ بعين الاعتبار
بان التفاهم اساس السعادة
فلا تسلط ولا تملك
ولا نانية ولا تعنت
انما تفاهم وتفهم وحب ورحمة
وتقدير واهتمام وصبر وتحمل


مسألة الانفتاح والانفلات
ووسائل التواصل وغيرها
هي مسألة ترتبط بقدر الوعي
واحتواء كل طرف للاخر
واشباع جانب فضوله
والعمل على نقد كل سيء
وتحفيز طاقة الحرية
التي تقتضي عدم التضييق
او المحاصرة والملاحقة
والتي اساسها الشك والغيرة
والاهمال والتخبط والجمود
يجب عليهما التفطن لمجريات الوقت
واغراءات الزمن وفتنه وصدماته



لا ادري هل اتيت على ما تريدين
ام اني ذهبت في امر اخر
وشطحت بعيداً عن الموضوع
عموماً لم اقل كل ما عندي
لعلمي بان الاغلب عازف عن القراءة
ولكن كتبت وشاركت من باب الفائدة
وحاولت الاختصار قدر المستطاع

اعتذر ان اطلت او جانبت اصل الموضوع



تقديري



ِ
كفيت ووفيت وانهيت يارجل
يسلم راسك وفكرك


 

رد مع اقتباس