عرض مشاركة واحدة
قديم 02-28-22, 02:12 PM   #18
الغند

الصورة الرمزية الغند

آخر زيارة »  05-07-24 (10:47 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




أبيك الجاي من عمري أنا مابيك شي وراح:

هنا بين "أبيك الجاي" و" ما أبيك شي وراح" مقابلة والسر الجمالي هنا إبداء رغبة العاشق الصادقة أن تكون المحبوبة رفيقة المشوار القادم تعبيرا عن عمق مشاعره وعشقها اللامتناهي
،،،
أجمل: كناية عن مكانتها وأولويتها عن الآخريين،،

وأخر مدامك أول أحبابي: آخر وأول بينهما طباق أو تضاد الغرض منه: بيان أن المحبوبة مثلت العشق الصادق بمعناه الحقيقي الذي ليس له قبل ولا له بعد،،،

هنا الروعة تذكرني بمعاني الشاعر محمد بن فطيس بأبيات:

ماهو بكفو الوقت حبك يمحيه
يالي تخاف صروف الايام تمحاه
ارتاح دام ان المواصل يقويـــه
انت انت وانا انا وقلبي هو وياه
حتى ولو بتغيب ذكراك تكفيه
ياواحد تكفي عن الناس ذكراه
حبك على رملة خفوقي مواطيه
ورياح عذلي عنك ماتمسح خطاه
والي يعذل القلب عن درب غاليه
فالله وان مابلا الموالي فـ يبـــلاه


ومن ثم ينتقل الشاعر إلى آخر أبياته

أحبك يا بعد عمر الحزن والجرح والأفراح
أحبك كثر ما نامت عيونك داخل أهدابي


كم يعشقها وكم يتمناها وكم وكم،، يرى كل شيء فداها،، لما نقول "يا بعد عمري" أو "يا بعد قلبي" تلك الجمل تُقال تحببا ،، لكنها حقيقة تعني دعاء أن تعيش مديدا // أن يمتد عمر من نال تلك الدعوة لبعد أعمارنا،، فبعد عمري عمرك أي جعل يومي قبل يومك،، وأن يمتد عمرك لبعدي ،، ولسان الحال يخبرها لا استطيع الحياة من غيركِ
،،
هنا كل شي يفداها كل ما في الكون جعله يفنى قبل فناءها الفرح والحزن والجرح،،

بس خلونا نلاحظ شيء جدا جميل:

قال عمر
للحزن و للجرح وللأفراح

وحقيقة هي مشاعر مالها أعمار وهي ليست حكرا على أحد ،،،
طيب

لهنا تصور حتى المشاعر تفداها قمة الروعة ،،
كل شيء حسي أو معنوي يفدا تلك المحبوبة ،، ذاك العشق الرائع هنا وتمثله برموز
،،

ولنأخذ معنى أروع وأجمل

ما هو
؟؟؟
جعل
الحزن: مفرد
الجرح: مفرد
الأفراح: جمع

هي الآن حزينة وهو جارحها،،،
لهذا سمى الحزن والجرح بالوحيد المفرد إيحاء وتلميح أنه لن يكون هناك جرح ولا حزن آخر إلا هذا

بينما عمر الفرح كثير لذا كان الجمع،،

كم أجد هنا ذكاء الشاعر في انتقاء التعبير وحقيقة رائع،،،
بقدر كل ذلك يحبها ويعشقها،،
وبقدر ما استقرت صورتها منطبعة بالعين وما الرموش إلا حراس طيفها اللي ما غادره،،،

نامت عيونك داخل أهدابي: استعارة،، شبه العيون كالإنسان تنام في مقلة أخرى،، كما توجد استعارة ثانية: شبه أهدابه بمكان كالسرير مخصص للراحة والنوم،، الغرض البلاغي منهما: بيان مكانة المحبوبة وحبه الكبير لها،، وبيان حمايتها ومراعاتها كما يراعي عينيه،،

ولما نقول لأحد ما "من عيوني" للدلالة كم ذاك الشخص له منزلة عالية كالعين التي تُبصر الحياة،، بدونهما لا رؤية ،،

فعندما يضع المحبوبة وينزلها داخل مقلة ويفرش لها رموشه راحة وسكن ومخدع هنا لبيان مدى حرصه على سلامتها وحمايتها ومداراة خاطرها ومشاعرها،،،


 

رد مع اقتباس