عرض مشاركة واحدة
قديم 03-01-22, 08:03 AM   #24
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (11:01 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




سلسلة الدار الآخرة

الميزان (1 )

من عدل الله عز وجل أنه ينصب ميزاناً يوم القيامة للحساب ويزن فيه الأعمال من خير وشر ، ووزن الأعمال من مواقف يوم القيامة المشهودة


والميزان من الأمور الغيبية التي لا يعلم حقيقتها إلا الله فالواجب على المسلم أن يؤمن به كما أخبر الله تعالى عنه..

يقول تبارك وتعالى :
{وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ).الأنبياء 47


ينصب الميزان لوزن أعمال العباد وإظهار مقادير الأعمال ليكون الجزاء بحسبها...
وهو ميزان حقيقي، له كفتان، ليس كموازين الدنيا ...ميزان عظيم لايقدر قدره إلا الله تعالى ، ميزان دقيق، لا يزيد ولا ينقص فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة..
فمن ثقل ميزان حسناته كان من المفلحين الفائزين ومن ثقل ميزان سيئاته والعياذ بالله كان من الخائبين الخاسرين .


قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( يوضع الميزان يوم القيامة فلو وزن فيه السموات و الأرض لوسعت ، فتقول الملائكة : يا رب لمن يزن هذا ؟ فيقول الله تعالى : لمن شئت من خلقي ، فتقول الملائكة : سبحانك ماعبدناك حق عبادتك )
الألباني


ما الذي يوزن يوم القيامة ؟

اختلف أهل العلم في الموزون في ذلك اليوم على أقوال:

الأول: أن الذي يوزن في ذلك اليوم الأعمال نفسها، وأنها تجسم فتوضع في الميزان..

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم)) البخاري

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(مَا مِنْ شَيْءٍ يُوضَعُ فِي الْمِيزَانِ أَثْقَلُ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ وَإِنَّ صَاحِبَ حُسْنِ الْخُلُقِ لَيَبْلُغُ بِهِ دَرَجَةَ صَاحِبِ الصَّوْمِ وَالصَّلاةِ )
الألباني


الثاني: أن الذي يوزن هو العامل نفسه
فقد دلَّت النصوص على أن العباد يوزنون في يوم القيامة، فيثقلون في الميزان أو يخفون بمقدار إيمانهم، لا بضخامة أجسامهم

فعن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة، وقال: اقرؤوا:
(فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) [الكهف: 105]))
البخاري


ويدل عليه ما ثبت من أن ابْنِ مَسْعُود رضي الله عنه ٍ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنَ الأَرَاكِ وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ فَضَحِكَ الْقَوْمُ مِنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مِمَّ تَضْحَكُونَ ) قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مِنْ دِقَّةِ سَاقَيْهِ فَقَالَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ )
الألباني


الثالث: أن الذي يوزن إنما هو صحائف الأعمال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
((إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر له تسعة وتسعين سجلاً، كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئا َ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟
فيقول: لا يا رب، فيقول: ألك عذر؟ فيقول: لا يا رب
فيقول الله تعالى: بلى، إن لك عندنا حسنة، فإنه لا ظلم اليوم، فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك
فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟ فيقول: فإنك لا تظلم، فتوضع السجلات في كفة، والبطاقة في كفة، فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله شيء))
الألبانى

فماهى الأعمال التى تثقل في الميزان ؟؟....انتظرونا الدرس القادم بإذن الله


 

رد مع اقتباس