عرض مشاركة واحدة
قديم 03-08-22, 07:56 AM   #272
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (02:24 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي





حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة داركم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة ...



دينار قتيل النار
قصة حقيقية مؤثرة جداً :
يحكى أن رجلاً كان يعرف ب ( دينار العيار )
وكان له والدة صالحة تعظه دائماً وهو لا يتعظ !
فمرّ دينار في أحد الأيام بمقبرة، فأخذ منها عظماً، فتفتت ذلك العظم فى يده !!
ففكر في نفسه وقال :
ويحك يا دينار، كأني بك وقد صار عظمك هكذا رفاتاً، والجسم تراباً !!
فندم على تفريطه فيما فات من حياته، وعزم على التوبة، ورفع رأسه إلى السماء وقال :
( إلهي وسيدي، ألقيت إليك مقاليد أمري، فاقبلني وارحمني )
ثم أقبل نحو أمه متغير اللون، منكسر القلب
فقال لها : يا أماه، ما يُصنع بالعبد الآبق إذا أخذه سيده ؟
قالت : يُخشِّن ملبسه ومطعمه، ويغلّ يديه وقدميه
فقال : أريد جبة من صوف، وأقراصاً من شعير وغلّين، وافعلي بي كما يُفعل بالعبد الآبق، لعل مولاي يرى ذُلي فيرحمني .
ففعلت به ما أراد
فكان إذا جنَّ عليه الليل أخذ في البكاء والعويل، وهو يقول لنفسه : ( ويحك يا دينار، ألك قوة على النار ؟ كيف تعرضت لغضب الجبار ؟ )
ولا يزال كذلك إلى الصباح
فقالت له أمه : يا بني، ارفق بنفسك
قال : دعيني يا أماه أتعب قليلاً، لعلي أستريح طويلاً !
يا أماه، إن لي غداً موقفاً طويلاً بين يدي ربٍّ جليل، ولا أدري أيؤمر بي إلى ظلٍ ظليل، أو إلى شرٍ مقيل !
قالت : يا بني خذ لنفسك راحة
قال : لست للراحة أطلب، كأنك يا أماه غداً بالخلائق يساقون إلى الجنة، وأنا أُساق إلى النار مع أهلها !!
فتركته وما هو عليه ..
فأخذ في البكاء والعبادة وقراءة القرآن
فقرأ في بعض الليالي :
{ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
ففكر فيها وجعل يبكي حتى غُشي عليه
فجاءت أمه اليه فنادته ؟
فلم يجبها !!
فقالت له : يا حبيبي وقرّة عيني، أين الملتقى ؟
فقال بصوت ضعيف : يا أماه ان لم تجديني في عرَصات القيامة، فاسألي مالكاً خازن النار عني !!
ثم شهق شهقةً فمات رحمه الله تعالى
فغسلته أمه وجهزته، وخرجت تنادي : أيها الناس هلموا إلى الصلاة على قتيل النار ؟
فجاء الناس من كل جانب
فلم يُرَ أكثر جمعاً، ولا أغزر دمعاً من ذلك اليوم .
فلما دفنوه وذهبوا، نام أحد أصدقائه تلك الليلة فرآه يتبختر في الجنة، وعليه حلة خضراء وهو يقرأ الآية :
{ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٩٢) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
ويقول له : وعزته وجلاله، لقد سألني ورحمني وغفر لي وتجاوز عني،
ألا أخبروا عني والدتي .

الشيخ_الدكتور_محمد_راتب_النابلسي