عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-22, 04:54 PM   #2
الشيخ حكيم

الصورة الرمزية الشيخ حكيم
!حفظه الله ورعاه!

آخر زيارة »  04-17-22 (08:45 PM)
المكان »  الأردن
الهوايه »  لا شيء مهم..

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



الحلم..
تقترب منه، وتنظر إلى انفه المحمّر، تشعر ببعض من الخوف ولا تعلم هل هو خوف عليه او خوف منه، لكنها تحاول أن تُشعره بالايثار فتقترب أكثر وتضع يدها على رأسه وتضحك : أنفك يشبه أنف المهرج!!!
لا تعلم يا صديقي كم أكره المهرجين، لكن لا يهم.. انت صديقي المهرج! فيهمس لها: لا تقولي لي صديقي.. انا لست صديقك!!
"حسنا حسنا.. لستَ صديقي.. انت المهرج".
لكنه لا يستمع إليها ولا يشعر إلا بكفها الذي احتضن رأسه فأغمض عينيه وبدأ يحلم حلم يقظته الذي طال " كان ممسكاً يدها ويصعد بها إلى الأعلى.. إلى الغيوم ، كل ما حولهما صامت.. كل ما حولهما هادئ، ينظران إلى بعضهما فيبتسمان، ولم يكن يرغبان بشيء سوى أن يكون صعودهما إلى مالا نهاية".
يستفيق فجأة من حلمه على صفعة من يدها على خده: نمت؟!!
- فقط أشعر ببعض التعب.. صداع وحشرجة في صدري
* أرغب أن اطمئن عليك أكثر، ولا أريد أن أتركك إلا وأنت بخير.. ولكن أمي قد استعجلتني وأوصتني أن لا اتأخر، هيا قم بالله عليك.. قم لاطمئن!
يتمعن النظر فيها، ويشعر أن هذه فرصته..
- حسنا، قال لي الطبيب أني لن أشفى قليلا إلا إذا أمسكت يديكِ، ولن أشفى شفاء تاماً إلا إن قبلتني.. وانا صراحة أخجل من أن اطلب منك ذلك!
* تخجل أيها المكّار، حسنا امسكها.. والمرة القادمة تمسكها مرة ثانية وبهذه الحالة ستشفى!
وفي اللحظة التي أمسكت فيها يديه أغمض عينيه فأكمل حلمه " ها قد اقتربنا من الغيمة الاولى، اصابعها تتشابك مع اصابعه، وكل لحظات الفرح في عمرهما تجمع في تلك اللحظة، وفجأة تصعد هي إلى الأعلى وهو في مكانه يشدها إليه، يأخذها الفراغ فيحاول بكل قوة أن يمسكها، وبدأ الخوف يتسلل إليهما، فأيقن لحظتها أن عليه أن يستيقظ من حلمه فلم يستطع، أصابعهما بدأت تفترق عن بعضهما وكلما حاول ان يفتح عيناه ليستيقظ كانت تأخذه الدهشة بعيداً، ها هي تبتعد في الفضاء وتلوح له طلباً للمساعدة.. لكنه عاجز.. حتى حلمه عاجز"
وحينما سحبت ذراعها بقوة من بين يديه .. استيقظ وقد تصبب عرقاً... أما هي فخرجت ضاحكة ومهرولة.
أخذ يحدق في سماء غرفته، وبدأ يستذكر الحلم بالكامل، تُرى ما هذا الحلم؟ ولما انتهى بهذا الشكل؟ وكيف كانت هي من يتحكم فيه؟
قد تكون خزعبلات تعبي ومرضي... قد تكون!
حينما دخلت إلى غرفتها احتضنت كل شيء فيها، لم تكن تشعر بيوم من الايام بهذا القدر من السعادة، هي تعلم في داخلها بأنه موقف صغير، وتعلم أن مقدار السعادة الذي تشعر به قد يفوق ذلك الموقف، ولكنها سعيدة، فلا داع أن تفكر بأكثر من ذلك.. بأكثر من سعادتها!
أخذت تنظر إلى يديها فاحمرّت وجنتاها، فتخبئهما وتعود وتنظر إليهما وتشمهما فتضحك ضحكة هستيرية وتخبئ يديها بين أضلاعها بخجل وسعادة، فتغمض عينيها وتحلم " يجلسان في حقل واسع شديد الخضرة، فيه الأفق يتسع لكل المشاعر التي يحصدانها من محصول روحيهما.. يمسك هو وردة يداعب فيها يدها، وهي تمسك يده الأخرى باحثة عن شط أمان لكل ما تشعر به من حب له، هو أراد أن لا يضيق كل هذا الأفق، وهي أرادت أن لا ينتهي هذا اليوم.. همس لها عانقيني! فضحكت.. وابتعدت قليلاً عنه، أنت شقي .. شقي جداً" فاستيقظت من حلمها وبينها وبين نفسها تمنت أن لم ينتهي هذا الحلم..


يتبــع..


 

رد مع اقتباس