عرض مشاركة واحدة
قديم 03-21-22, 04:56 PM   #4
الشيخ حكيم

الصورة الرمزية الشيخ حكيم
!حفظه الله ورعاه!

آخر زيارة »  04-17-22 (08:45 PM)
المكان »  الأردن
الهوايه »  لا شيء مهم..

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



ما بعد الموت..
كل شيء أصبح قاتم، ورأس تلك الصغيرة لم يعد قادراً على استيعاب كل هذا الألم، الحزن، الشقاء، هو ألم وداع روحيّ أقلّه تعاسة هو الفراق الجسدي، وكلما يتمعن بها هذا الألم يصيبها الخوف وتملأ وجنتاها العتمة.. " لا أريد أن يحبني، لا أريد أن أحلم معه، لا أريد أن أمسك يداه، فليكرهني، فليعذبني، ولكن المهم أن يعود على قيد الحياة!"
نظرت الفتاة إلى السماء وأغمضت عينيها وأخذت تفكر في وداعه، وداعه الذي لم تستطع أن تناله، "ترى كيف أودعك؟"، فوضعت يدها على قلبها وأقسمت أن يكون حبيبها الساكن في قلبها إلى آخر يوم في حياتها، وهمست وكأنها تخاطبه " ستبقى هنا، هنا في قلبي، وحولي، في هوائي، في سمائي، في مستقبلي".
مرّت أعوام من الحزن، وعام آخر كان لا بدّ فيه أن تتنحّى الدموع جانباً، وهذه الفتاة بدى نضجها يتسع مع عمرها، إلا أن ذاك الحبيب الميت قد ثبّت قدميه داخلها، فكانت إن أكلَت تقاسمه الصحن، وإن نامت تعانقه بقوة، وإن مَرِضَت تشعر بيديه على جبهتها، وإن خرجت يتهيأ لها أنه ينتظرها في آخر الشارع، حتى أنها حينما تبتسم كانت تتخيل أنها تبتسم معه، أو له، وكلما كانت تفتح دولابها وتخرج منه لوحتها القماشية ورسالتها له، تجلس على سريرها فتبتسم بشدة، وتحضنها بشدة، وكأنهما يتشاركانها على فراشها.

انتهت..


 

رد مع اقتباس