الموضوع: رحله مع كتاب
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-22, 09:02 AM   #160
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:59 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



تقدّم الكاتبة الإماراتية إيمان يوسف في روايتها قيامة الآخرين نصاً أدبياً، فلسفياً، صعباً لا يؤخذ من ظاهره بل بما بين أسطره، ويطلب من القارئ التأنّي والتركيز وإيلاء الاهتمام إذ ليس من الفهم بدٌّ.

تتحرى الكاتبة إيمان يوسف في روايتها قيامة الآخرين قضايا وجودية حول صيرورة الحياة واليوم الآخر ومآل هذه الفانية؛ يتضح ذلك لنا من اسم البطلة ميعاد وعنوان الرواية قيامة الآخرين وثيمة العمل الأدبي وحكايته.

في الرواية تحدث مفارقة مع البطلة ميعاد، فبعد أن كانت مصوّرة فوتوغرافية مهمتها اكتشاف اختلاف تضاريس وجوه الناس وانعكاس المشاعر عليها، صارت ترى كل الوجوه وجهاً واحداً هو وجه رجلٍ ملتحٍ يشبه الآلهة في الأساطير اليونانية.

يتفاقم الاضطراب النفسي الحاد عند ميعاد ويسلب منها ميزة الإتصال البصري مع الناس؛ فيتركها زوجها وولداها تروّض وحوش النفس التي تكالبت عليها فيقيمون بعيداً عنها في الكويت، وميعاد المسكينة مبتلاةٌ في حبّهم فتتقاذفها الأحزان والآلام وتتقلب عافيتها من السلامة إلى التلف.

في فصول الرواية الثلاثة تُلقي الكاتبة ايمان يوسف منظاراً في يد القارئ ليرى من خلاله قضايا تمسّ منطقة الخليج حيث تدور أحداث الحكاية من مثل: غزو الكويت، وتجارة اللؤلؤ، وتاريخ بعض المناطق وغيرها من المواضيع التي أحسنت الكاتبة توظيفها دون إخلالٍ بثيمة العمل.

إذاً في الرواية قوّةٌ في التفنّن والإبتكار وهو مطمع القارئ المحترف الذي يتوق لنصوصٍ تتحدى تركيزه وفهمه. وبرأيي أن وظيفة الأدب أن يكون مُخاتلاً مخادعاً كلما أمسك القارئ بشيءٍ أُفلت منه، وأثار عنده ضروباً من الأسئلة والاستيضاحات في شؤون الحياة وفلسفتها، وأظنّ أنّه هدف الأدب وغرضه الأخير.





 

رد مع اقتباس