الموضوع: واحة القلوب
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-18-22, 05:36 PM   #1611
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:04 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي




نحن بحاجة في حياتنا لعلاقات
تكون علاقات ودودة و مستقرة و هادئة
علاقات...
نجد من خلالها أنفسنا
ككيان مُعتبر
له ما له من احترام و قبول
علاقات...
يُسمع صوتنا من خلالها
دون سُخرية أو امتهان
علاقات...
تحترم حدودك و قراراتك
و لا تعتقلك في حدودها
علاقات...
تُعينك على ان تكون انت
وِحدة واحدة
ما تؤمن به في داخلك ...هو ما ينعكس على سلوكك

و لان دواخلنا ليست متشابهة
و لن تتطابق يوماً مع دواخل أي أحد آخر تمام التطابق
يصبح هذا الامر صعب الإيجاد
و قد تقضي عمرك بأكمله تبحث عن تمام التطابق
ثم لا تجده ...
لأننا كبشر....
نميل لأن نزن الآخرين بميزاننا نحن
نُقييمهم بمعاييرنا الخاصة
حتى وان كنا متدينين
ففهمنا للدين ...ليس فهماً موحّداً
لأننا للأسف...
لا نخضع للدين....بل نُطوعه لما اعتدنا عليه و ألفناه .
فالدين
و أعني هُنا " الاسلام "....
يحتوي و يستوعب و يقبل في رحابه و تحت مظلته
حتى الديانات الأخرى
و لا يتعامل مع أصحابها
على أنهم أعداء
فعدونا هو الذي يعتدي علينا
و بسلب حقوقنا

لكننا اليوم...
بتنا نتعامل مع مسلمين يشهدون
أن لا إله إلا الله و ان محمداً عبده و رسوله
كأعداء لنا ...فقط....لأنهم ليسوا من فرقتنا أو جماعتنا
و السبب في هذا الإنحدار....
هو أننا اختزلنا الدين في رؤيتنا نحن فقط .

و أقول لك ...
الدين جميل و ليس و لن يكون يوماً عبئاً عليك
تكاليفه بسيطة و هينة و تتماشى مع قدراتنا جميعاً
لكن الفهم الخاطئ له
هو ما صوره و صدّره للبعض
على أنه أمر خانق و مُجهِد و مُعقّد

ماذا الذي يريد الله منا ؟!
يريد لك ان تُنشئ معه تلك العلاقة المثالية
التي ذكرتها لك في بداية منشوري
يريدك أن تكون أنت في رحابه
يريدك أن تكون وحدة واحدة مُنسجمة
داخلك و ما تؤمن به ...يتوافق ...ما سلوكك و ما تُعلنه و تتعامل به
يُريدُ ان يجمع شتاتك
يُريد أن تكون جميلاً قلباً ....و..... قالباً
يُريدك أن تسعد في جواره ....لأنه يُحبك .
يريد أن يقربك منه...لانه يعلم ان انشراحك الحقيقي
لن تجده بعيداً عنه...
مهما بحثت...
و مهما وجدت ...
يريدُ أن يحميك و يحفظك و يؤمّنك ...حتى من نفسك !

ألم يقُل لك في كتابه العزيز :

...... إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا
فلا خوفٌ عليهم و لا هم يحزنون ........


 

رد مع اقتباس