الاخ الكريم،
حتى انا لست متخصص، ولكن ..
من معايشتي للتطورات والاحداث ولما يدور حولي، فـ الاحظ ..
ان ظاهرة ما عُرف وتُدويل بـ"تطوير الذات" .. ومن سياقه "البرمجة العصبية اللغوية"
نشط ظهوره في
امريكا تحديدا في فترة التسعينيات الميلادية الاخيرة
واخذ بُعد تعليمي فلسفي - غير مؤسسي، ..
يعني على مستوى افراد تبنوه .. وليست جهات تعلمية عليا -
تطور وتحول بسرعة الى "تسويقي تجاري" ..
ومجال لكسب مادي - كان مغري، ..
من مجرد "
بيع كلام" .. واقناع الناس به
وفي نظري الشخصي،
هناك عدة ملاحظات انت بحاجة للتمعن فيها لمعرفة حقيقة وفحوى هذه "الظاهرة" :
1 - كما تعلم ان "الغرب"، بحضارته المادية المعاصرة ومهيمنة على العالم اليوم،
هي حضارة وثنية تعتبر نفسها امتداد للحضارة الاغريقية والرومانية القديمة الاولى
وحين تقول "حضارة وثنية" فانت تتكلم عن فلسفة وثقافة من صنع ووضع البشر
وبالتالي، في الاساس، وبشكل رئيس، ..
موضع البُعد الالاهي السماوي في فلسفة "تطوير الذات" ضعيف ..
ويقتصر على مجرد الاخذ واستغلال توظيف ما يدعمه من الحقائق والتعاليم السماوية
.. فبيت القصيد هنا في هذه الملاحظة،
ان رواد فلسفة "تطوير الذات" وضعوه من واقع جهلهم وبعدهم عن الدين السماوي
ومن منطلق ارثهم في الثقافة الوثنية
2 - لاحظ، وعلى ان الغرب وحضارته اليوم يمثلهم جغرافيا كل من قارة امريكا الشمالية وقارة اوروبا
الا ان فكر وظاهرة "تطوير الذات" ليس لها اثر، وتواجد، وقبول يذكر، في اوروبا
الامر الذي يدلك ويشير الى ان الظاهرة لا تغدو عن ان تكون، وليست اكثر من، "
تقليعة" امريكية
وان هذه الهرطقة - ان سمحت لي - لم تنطلي، ولم يستسيغها المثقفون الاوروبيون
3 - شخصيا، لطالما وجدت التائهون والخاوون روحيا، والغير ناضجون فكريا وشخصيا،
سواء من كثرتهم في امريكا نفسها، ..
او كثرتهم في الدول النامية - بما فيه الاجيال الشابة في الدول العربية،
الاكثر ضحية، واغواء، وانخداعا بظاهرة تطوير الذات .. وما من سياقها
4 - خذ في الاعتبار، ان القائمين و"المحسوبون" مثقفون في الدول النامية، بما فيها دولنا العربية،
من جهلم وفشلهم، يقلدوا الغرب في كل شئ .. صغيرا وكبيرا،
على ان هذا التقليد الاعمي، والاقتباس، سيقود لتطورهم ومواكبتهم ركب الحضارة
ومن هذا الواقع الجاهل انتقلت الينا هذه الظاهرة وافكارها
لا ادري، ..
بعد هذه الاطالة .. هل افادتك؟
.. ارجو ذلك
، تقبل تحياتي