عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-22, 06:16 AM   #12
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:08 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة مـــــاذا_بــعـد_رمضــــــان

》 8《

, فهم رسالة رمضان:
يتعامل كثير من الناس مع رمضان خارج إطار الزمن؛ فلا يصلونه بإخوانه من شهور
العام، ولا يرون أنه حلقة في سلسلة الزمان المبارك، فينظرون إليه على أنه مجرَّد فرصةٌ
لاكتناز الثواب والعبِّ من الحسنات، ويا ليتهم مع هذا يجتهدون في الحفاظ على ما
اكتسبوه منه، بل يسمحون للشياطين أن تسرق إيمانهم وتسطو على حسناتهم، فيرجعون
بالإفلاس آخر العام بعد أن كانوا أغنى الأغنياء أوله، ذلك أنهم ظنوا أن مهمة الشهر قد
انتهت بانتهائه، وهي بالكاد بدأت!!
قصة خسارة!!
ما أخوفني أن يشبه حال الناكص على عقبيه بعد رمضان حال الكفرة الذين وصفهم
ربنا في كتابه فقال:﴿وَإِذَا جَاءُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا كَانُوا يَكْتُمُونَ٦١﴾ [المائدة: 61]
قال ابن كثير في التفسير: مستصحبين الكفر في قلوبهم، ثم خرجوا وهو كامنٌ فيها، لم
ينتفعوا بما قد سمعوا منك من العلم، ولا نجعت فيهم المواعظ ولا الزواجر.
خرج المسكين من هذه الأيام المباركة مثل ما دخل .. سافر ليتجر فرجع بخفي حنين..
دخل موسم الهداية بمعاصيه وخرج بمعاصيه.. زاره رمضان آكلاً للربا والرشا ورحل
عنه كما هو .. نزل بها الشهر فارتدت حجابها مع كل تراويح ثم غادرها لتنزعه وكأنها
خرجت من حبس انفرادي مكثت فيه 30 يومًا!!
عاد السارق إلى جريمته.. والنائم عن الصلاة إلى غفلته.. وعاق والديه وظالم رعيته إلى
سابق عهديهما.
يا من عدت بعد مضي الشهر إلى سالف العصيان والغدر:
تمهَّل وشاور عقلك وعاطفتك تجدهما يخاطبانك ويهتفان فيك:
كيف تعود إلى سيئات طهَّرك الله منها!!
كيف تعاود معاصي محاها الله من سجلات سيئاتك!!
أيعتقك الله من النار فتعود إليها تقتحمها؟
أيبيِّض الله صحيفتك من الأوزار ثم تسوِّدها مرة أخرى بلا خجل أو اعتذار؟!
أتستبدل بالقرب بعدًا و بالحب بغضًا!!
ويحك!! أزُهدًا في الجنة أم رغبةً في النار؟!
وصية ذهبية
لا تعامل ربك معاملة التجار.. فتنشط في مواسم الأرباح فحسب!!


 

رد مع اقتباس