عرض مشاركة واحدة
قديم 05-14-22, 06:17 AM   #13
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (02:46 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة مـــــاذا_بــعـد_رمضــــــان

》 9《

موسم اكتشاف المرض:
أخي القادم عبر رمضان..
عرفت عيبك.. علمت من أين أُتيت، ومن أي باب هجم عليك العدو، فهلا أعدتَ
تحصين دفاعاتك، وقد علَّموك أن التكرار يُعلِّم الأبرار..
وكأني أرى الشيطان يقهقه عاليًا حين يراك تتهاون في تناول جرعات الدواء بعد
رمضان، وهو يدرك جيِّدا أن جذور الفساد لم تستأصل، وزرع الشر المقتلع يوشك أن
يرتع من جديد!
أخي.. عرفت داءك في شهر الاستشفاء، لكن بقيت الخطوة الأهم.
هل خططت لدوام توبتك؟
أم أنها فورة حماسة وانتباهة نائم سرعان ما ترجع بعدها للسبات؟!
هل توبتك مشروع عُمرٍك أم أنه ذبابٌ حطَّ على أنفك سرعان ما يطير؟
اصدقني واصدق نفسك قبل أن تصدقني:
توبتك حال أم انفعال؟! حق أم خيال؟!
أتعامل توبتك كأنها صفقة رابحة.. تحتاج منك إلى تخطيط وإعداد وبذل وتضحيات
ووقت وعرق.. أم أنها لا تستحق؟!
التوبة أخي مشروع استثماري رائع يستحق المغامرة ولا خسائر فيه البتة، بل أرباح وأي
أرباح.. فهل جهلت الربح أم عرفته وزهدت فيه لتكون في كلتا الحالتين من الخاسرين؟!
لا تبتئس!!
لقد كان رمضان شمعة أضاءت لك ظلمات نفسك فأرتك إياها على حقيقتها، وعرَّفتك
عيوبك ونقاط ضعفك؟!فلا تبتئس مهما كثرت انتكاساتك وكثرت محاولاتك، بل تذكَّر
دائما كلمات طبيب القلوب ومستشارك في الثبات ابن القيِّم لتكون لك الدليل كلما تهت أو
فحقيقة التوبة هي: الندم على ما سلف منه في الماضي، والإقلاع عنه في الحال، « : انحرفت
.» والعزم على أن لا يعاوده في المستقبل
وقد قطعت ثلثي المسافة في رمضان حين ندمت على الذنب وأقلعت عنه، والمنتظر منك
أن تقطع الثلث الأخير في شوال فتعزم على عدم العود إلى سابق العهد المرير، وتفوِّت
الفرصة على شيطانك الذي يكيدك لترجع من حيث بدأت، وتهدم ما شيَّدت وبنيت،
فإذا كنت من الأفذاذ وقطعت الثلث الباقي استقامت بذلك توبتك، وحُقَّ لنا أن نب كِّرش
عندها بما يُبدي نواجذك فرحًا وطربًا، وهو قول أبي سليمان الداراني حين سئل: أيرجعون
.» ما رجع من وصل، ولو وصلوا ما رجعوا « : عنه بعد ما وصلوا، فقال
بل وأزيدك فأقول: حتى لو رجعت إلى عصيانك، وتحكَّم فيه شيطانك حتى شكوت
صارخًا: تعبت وما استطعت.. حاولت وفشلت، فلا عليك لأنك تكون قد عرفت
الملجأ والملاذ، وجرَّبت الدواء وعرفت الشفاء، ولنقولن لك عندها ما قاله نبينا عن ربنا : مبشراً إيانا وإياك :.» إن الله لا يملُّ حتى تملوا «
وصية ذهبية
قد لا يشعر مطرود بالطرد، لأنه لا يجد ألم السوط إلا من له حس....

يتبع ان شاء الله


 

رد مع اقتباس