عرض مشاركة واحدة
قديم 05-15-22, 06:32 AM   #14
عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (07:09 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



سلسلة مـــــاذا_بــعـد_رمضــــــان

》 10《

أجدى في الشفاء:

كان عمل النبي ﷺ ديمة، وأحب الأعمال إليه ما دوووِم عليه وإن قلَّ، ولهذا شرع
صيام ست من شوال، وكوفئ العبد عليها بأن كانت في الثواب كصيام الدهر كله.
قال رسول الله ﷺ: من صام رمضان وأتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر .
قال العلماء: وإنما كان ذلك كصيام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين، والسر من وراء هذا الثواب العظيم أفشاه الإمام المناوي حين قال: خصَّ شوال لأنه زمن يستدعي الرغبة فيه إلى الطعام لوقوعه عقب الصوم، فالصوم حينئذ أشق، فثوابه أكثر .
ولا يلزم في صيام أيام الست أن يكون متتاليا ولا أن يعقب يوم عيد الفطر مباشرة،
بل يمكن صيامها بعده متتابعات أو متفرقات، ولكن الأفضل أن تصام متتالية كما قال الإمام النووي.
أبشر يا صاحب الداء!!
السم الذي تسرَّب إلى قلبك يوشك أن يخرج..
المرض الذي أوشك أن يفتك بك سيزول عن قريب..
روحك التي كادت أن تزهق تحت وقع الخطايا وعلى يد شيطانك بدأت تعود..
نبض إيمانك يتسارع..
ضربات قلبك تعلو خوفًا من الوعيد وشوقًا إلى الحبيب..
دموع خشيتك تغسلك..
آيات قرآنك تطهِّرك..
السعادة تغمرك.
حلاوة الدواء ومتعة الاستشفاء في متناول يديك.
وما هذا إلا ببركة الاستمرار وصدق الإصرار على مواصلة المشوار.
ولا عجب.. فهذه بعض مكاسب ثورة التسعين!!
وأخيرًا..
وصية ذهبية
ما لم تقع إصابتك في مقتل فالعلاج يسير والشفاء ممكن.
ستُّ الكمال!!
وهذه نوايا أربعة إذا استشعرها قلبك كانت أيامك التي صمت من شوال غير ستة غيرك في الفضل والثواب:
١) جبر كسر الفريضة
عن حُريثِ بن قَبيصة قال: قدمت المدينة وقلت اللهم ارزقني جليسًا صالحًا، فجلست إلى أبي هريرة، فقلت: إني سألت الله أن يرزقني جليسًا صالحًا، فحدِّثني بحديث سمعته من رسول الله ﷺ لعل الله أن ينفعني به، فقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيء. قال الرب عز
وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة، ثم يكون سائر عمله على ذلك
فالست من شوال تقوم مقام النافلة في جبر كسر الفريضة، فكل ما خدش صيامك الرمضاني من حرام تجبره ست من شوال، ومن منا صيامه غير مخدوش؟!
فهي كصلاة السنن تُكمِل بها ما حصل في الفرض من خلل ونقص.
٢) شكر نعمة رمضان
شكر الصائم ربه تعالى على توفيقه لصيام رمضان، وصيام ست من شوال هو شكر عملي من أصل نوع النعمة، فشكر نعمة الصيام يكون بالمزيد من الصيام وهو ما يكون بهذه الأيام الست.
٣)خطِّط لخاتمتك
ولك أن تنوي بمداومة صومك بعد رمضان أنك تخطِّط للموت صائ ،ًام فمن عاش على شيء مات عليه، والحديث المشهور عن ابن عباس قال: كنا مع النبي ﷺ في سفر فرأى رجلاً قد سقط من بعيره، فوقص فمات وهو محرم، فقال رسول الله ﷺ: اغسلوه بماء وسدر، وكفِّنوه في ثوبيه ولا تُخمِّروا رأسه، فإنه يُبعَث يوم القيامة يُلبي .
وكان ممن خُتِم له شهيدا صائما: عثمان بن عفان ، فعن ابن عمر أن عثمان أصبح يُحدِّث الناس قبل موته بيوم: رأيتُ رسول الله ﷺ الليلة في المنام، فقال: يا عثمان.. أفطر عندنا غدًا، فأصبح صائم وقُتِل من يومه!!
فإذا صادف أن يكون موتك يوم الجمعة أو ليلتها فهنيئًا لك ويا بشراك!! قال رسول الله ﷺ: ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله عذاب القبر .
٤) نشِّط صيامك
فإذا جعلت من نوايا صومك أن صيام ست من شوال هو بمثابة جرعة تنشيطية لازمة لإطالة أثر الصيام الرائع، كان عملك أعظم أجرًا وصومك أعمق أثرًا، وكما يأخذ الطفل التطعيم ضد مرض من الأمراض، فكذلك هذه الجرعة الصيامية تجعل الصوم أقوى مفعولاً في تطهير القلب وإحداث التقوى.


 

رد مع اقتباس