عرض مشاركة واحدة
قديم 05-15-22, 07:57 AM   #623
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (07:35 AM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



أحبُك وأعلمُ أنَّ لا أحد يفعل ذلك غيري،
أبني لك بيتًا واسعًا في خيالي وأُسكنك فيه،
أجلسُ في شارعه المُظلم آخر الليل،
أجلسُ وأنتظرك تُشرِق من نافذته كشمس،
أجلسُ وأنتظرك تُطل من شرفته عليّ لِأفرح،
أنا الإمرأة التي أحبتك بكُل جوارحها الحزينة،
التي لم تُعانقك أبدًا بعد،
ولو في الأحلام،
أُخطِط لِلقاء بك كُل يومٍ وأفشل،
أذهبُ إلى الحديقة عدّة مرات وأنتظرك هناك،
أنتظرك بِفستاني الأزرق القصير،
أنتظرك هناك لساعات طويلة،
أنتظرك أنا وجميع أفراد عائلة الورد،
أقف وإيّاهم كبُنيانٍ مرصوص في إنتظارك،
بينما الأرض من حولنا،
مفروشةٌ بالرياحين والسُجاد،
أنطقُ إسمك للآخرين،
فيتشمّموا رائحته المنتشرة في الأرجاء مُندهشين،
أرسمُ مرآة غيابك في جدران القلب،
أرسمها بالدمع،
فتتشقق وتتساقط قِطع الزجاج،
من ثقوب جسدي الى الأرض،
أغبطُ الأغاني التي تُزهَر في شفاهك دومًا،
أقول: ليتني أغنية ليتني أغنية،
تُدندن بها ليلَ نهار،
وفي معظم أوقاتك ليتني أغنية،
تُحبها أكثر من أي شيء آخر،
أغبطُ القصائد التي تتجول فيها ليلاً،
بِكامل أناقتك،
لا أغبطها وحسب،
بل وأحلم بأن أُمسك يدك في إحدى الليالي،
مُتجولةً معك في مساحاتها الواسعة،
أغبطُ الكلمات أيضًا،
الكلمات التي ينطقها فمك،
ويُصبح لها طعمٌ ورائحةٌ ولون،
أقول: ليتني صوتك،
ليتني أستطيع أن أُصبح أيّ كلمة عادية،
تُثرثر بها أنت،
فينتهي بها الأمر مُتلاشِيةً في الهواء،
يُسعدني أن تكون نهايتي مربوطة بك دائمًا،
أُحبك،
وكلما حاولت أن أصلك قبل الجميع،
يسبقني إليك ظلّي بخطوتين ونصف،
أُحبك،
وكلما داهمني الحنين،
أكتب لك بعض الرسائل القصيرة،
أكتبُ وأقول متى أصلُك بسرعة،
حرفًا حرفًا تسبِقني الأبجدية كلها إليك،
يستقيلُ الأمل من عيني،
عندما تحزن بِسببٍ أو بغيره،
يضيع وجهي كثيرًا في غيابك لو تعلم،
يضيعُ بين أصابع الوقت،
فأبدو بلا وجهٍ،
حزينة أبدو،
بِلا ملامح أو ذكريات وبِلا فم،
أبدو عاريةً وبِلا كلام،
ها أنا فقيرةٌ كما ترى الآن،
ها أنا خاليةٍ تمامًا مني وبِلا أشياء،
ها أنا بعد أنّ فقدتُ كلَّ ما كان بحوزتي من علامات،
أُحبك فقط،
وأنفضُ الغَبرة عن روحي،
ها أنا أدفعُ ثمنَ حُبك الباهض جدًا وأموت،
أموتُ على عجلةٍ من أمري،
أموتُ ببطئ،
أموت.


 

رد مع اقتباس