عرض مشاركة واحدة
قديم 05-20-22, 07:07 AM   #634
أعيشك

الصورة الرمزية أعيشك
غيّمُ السّلام.

آخر زيارة »  اليوم (02:40 PM)
المكان »  عاصِمة النساء.

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



لقد كتبت الكثير والكثير من الكلمات،
ولكن لم أجد مايصف ما أنا عليه،
كل هذه الشجاعة التي أبذلها يوميًا،
في مواجهة هذا الكم من المشاكل،
والإضطرابات بمفردي،
من دون انحناء أو تعب،
هذه الحالة الصلبة التي لا تقبل،
الدهس أو الإنكسار،
هذا الثبات الذي لا يحتمل فكرة السقوط،
كل هذه القوة تجعلني أختنق،
تجعلني وحيدة وصامتة ومضطربة،
أعتقد انه لم يكُن من السهل عليّ يومًا،
أن أذرف الدموع مثل الجميع،
مهما كانت الأسباب،
كنتُ أريد فعل ذلك وبشدة،
كنت أريد لداخلي النجاة،
من طوفان الهاوية هذا،
لكن كان هُناك سدّ هائل من الكبرياء،
يقف على مشارف إجفاني،
كنتُ أظهر للجميع بصورة الجبال أو الأشجار،
كنت بالنسبة لهم لامبالية،
عديمة المشاعر، نرجسية ومضطربة،
لا يمكنها الصمود أمام مزاجها،
ولكن لا يعلمون أني أبتلع هذه الجبال،
وأنني مُثقلة من الداخل،
وكأن العالم كله محتجز في حنجرتي،
كنت أود كثيرًا أن لا أشعر،
كنت أتمنى ذلك كثيرًا،
وأنا أقصد كل حرف،
كنت أشعر بكل شيء،
كنت من هول هذه المشاعر وكثرتها،
لا أُميز،
كنت أشعر حتى بحزن النملة،
على فراق ابنها الذي دهسه أحد المارة،
وهو ذاهب لعزاء أخيه،
كنت ومن فائض الشعور أعجز عن التعبير،
قد يكون الصمود أمام مزاجي أمر مستحيل،
ففي كل مرة أُحاول ذلك،
أفقِد الكثير،
كأنه بمثابة المستحيل بالنسبة لي،
أن أخرج من دوامة الهوس والإكتئاب،
كان الأمر أشبه باللعنة،
كان كل شيء يشعرني بالأمان والارتياح،
وخاصةً عندما تفتّت رئتي،
في صبح يوم عيد الفطر بعد بكائي،
كنت أعتقد أني وصلت إلى المشاعر الصادقة،
كنت قد أزحت مشاعر القلق،
وغرقت في الأمان وثقة البقاء،
لكن ثم حدث العكس تمامًا،
يصبح كل شي باللون الرمادي،
عيني، يدي، والأعمق من ذلك قلبي،
كان الأمر أشبه بالتحليق،
على بعد مئه واحد عشر مترًا من الارض،
وفي حين تمكنك من الوصول إلى السماء السابعة،
تسقط للهاوية،
وكأنك مررتَ بذلك المثلث اللعين،
الذي يسمى بارمودا،
كان كل ذلك متعبًا،
مع كل هذه الخسارات والمواجهات،
وكأنني عجوزٌ هرمت في أواخر المئات،
كان ذلك صعبًا.


 

رد مع اقتباس