أحجية ؟!
نعم في الأمر أحجية لا طائل من حلّها
و كلّنا أحاجي
بعض حلولنا مكتوبة
و بعضها مكبوتة
و أكثرها مسكوبة على سبيل الطرافة
الحروف لها قوة و سطوة
إذا تجمّعت بدأ سحر القول
ذات الكلمة
على الورق لها سلطان
و على اللسان إمبراطورية تحكم جماهير الفكر و الشعور
تقودهم للهلاك مرة و للحتف كل مرة
و في غفلة مرصودة
قالت له : لقد تأخرتَ كثيراً
الناجون قضوا نحبهم و أنا أكتب وصيتي الطويلة
و أظنكَ لن تنجوا إلا بمعجزة أيها الملك
عليكَ أن تبسط سلطان حرفكَ و تمدّ سماط عقلك
استنتَجَ : يبدو أن عقلك جائع !
استدرَكَت : ليس كما تظن ، بفلسفة الجوع أنت لستَ لقمة سائغة
أنت مائدة ! بل مأدبة
أو مكتبة ! لا أدري
لكني استيقظت فجأة و قلتُ كلاماً غريباً
هلّا فكرت معي ؟!
بجدية الواثق : لا أحبذ أن نفكر جنباً إلى جنب
فلنجلس متقابلين و نصمت لأطول فترة ممكنة
و لنرى ما الذي يمكن أن نقوله بعدها
عقدت حاجبَيها : هذه اللغة تخيفني أيها الملك ،
أخشى أن تتزاوج أفكارنا دون علمنا و التهوّر سمة ليست ببعيدة عنا !
ماذا عن ثمرة هذا التزاوج
نص ؟
قصيدة
مقال
أغنية
قرار
فرار
المطارحات الفكرية أيها الملك السعيد تنجب كما ينجب السمك بلا حساب
فنجد الطاولة الفاصلة بيننا و قد تحولت إلى حاضنة لأفكارنا الخديجة التي ربما ولدت قبل أن تكتمل
و حتى تكتمل علينا أن نرعاها
و حتى يتسنى لنا رعايتها
علينا أن نحبها
أنا لا أحب أفكاري
تقودني للجنون
و أفكارك يا ذا البصيرة معرضة للاغتصاب
من الحمق أن تؤمن بفكرة مجنونة تأتي من قلب امرأة حزينة !
أمر الملك الحضور بالصمت : شَوفَ أقطع دابر هذه الهمهمة ، شكوووووت !!
فسكتت جوارحي عن الكلام بعد أن لاح الليل و لوّح لي براية الظلام
و آمنت بأن الأحجية الأولى التي لم أجد لها حلّاً
تختلف عن الأحجية الأخيرة التي تقدّم حلّها
كُتِب في ساعته و تاريخه
بقلم المذكورة أعلاه ( eve )