عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-22, 07:31 PM   #122
تيه ..!

الصورة الرمزية تيه ..!

آخر زيارة »  04-30-24 (10:00 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



.....
.....
.....

وأَمشي على شارع لا يؤدي إلى
هدف . رُبَّما أرشدتني خُطَايَ إلى
مقعد شاغر في الحديقة، أو
أرشدتني إلى فكرة عن ضياع الحقيقة
بين الجماليّ والواقعي. سأجلس وحدي
كأني على موعد مع إحدى نساء
الخيال. تخيِّلتُ أني انتظرت طويلاً،
وأني ضجرت من الانتظار، وأني انفجرت:
لماذا تأخِّرتِ؟ تكذب: كان الزحامُ
شديداً على الجسر. فاهدأْ. سأهدأُ
حين تداعب شعري. سأََشعر أنَّ
الحديقة غرفتنا والظلالَ ستائرُ
[ إن لم يُغَنِّ الكناريُّ
يا صاحبي لَكَ... فاعلم
بأنك أفرطتَ في النوم
إن لم يغنِّ الكناريُّ ]

وتسأل: ماذا تقول؟
أقول لها: لم يغنّ الكناريُّ لي
هل تذكُّرتِني يا غريبةُ؟ هل أُشبه
الشاعر الرعويَّ القديَم الذي توَّجَتْهُ
النجومُ مليكاً على الليل، ثم تنازل
عن عرشه حين أَرسلته راعياً
للغيوم؟ تقول: وهل يشبه اليومُ أَمسِ،
كأنك أَنتَ...
[ هناك، على المقعد الخشبي المقابلِ
بنتٌ يُفتٍّتُها الانتظار
وتبكي،
وتشرب كأس عصير...
تُلمّع بلّور قلبي الصغير
وتحمل عني عواطف هذا النهار ]
وأسألها: كيف جئتِ؟
تقول: أتيتُ مصادفةً. كنت أمشي
على شارع لا يؤدي إلى هدفٍ.
قلت: أمشي كأني على موعد...
ربما أرشدتني خُطَايَ إلى مقعد شاغر
في الحديقة، أو أرشدتني إلى فكرة
عن ضياع الحقيقة بين الخياليِّ والواقعيّ
وهل أنت تذكرني يا غريب؟
وهل أُشبه امرأةً الأمس، تلك الصغيرةَ،
ذات الضفيرةِ، والأغنيات القصيرةِ
عن حبنا بعد نوم طويل
أقول: كأنَّكِ أنتِ..
[ هناك فتىً يدخل الآن
باب الحديقة،
يحمل خمساً وعشرين زنبقةً
للفتاة التي انتظرته
ويحمل عني فُتُوَّة هذا النهار ]
صغير هو القلب... قلبي
كبير هو الحب... حُبيّ
يسافر في الريح، يهبطُ
يفرطُ رُمَّانةًً، ثم يسقطُ
في تيه عينين لوزيتين
ويصعد من فجر غمَّازتين
وينسى طريق الرجوع إلى بيته واسمه
صغير هو القلب... قلبي
كبير هو الحب /..
هل كان الذي كُنْتُهُ – هُو؟
أم كان ذاك الذي لم أكنه –أَنا؟
تقول: لماذا تحكُّ الغيومُ أَعالي الشجرْ؟
أقول: لتلتصق الساقُ بالساق
تحت رذاذ المطرْ
تقول: لماذا تحملق بي قطَّة خائفةْ؟
أقول: لكي توقفني العاصفةْ
تقول: لماذا يحنُّ الغريب إلى أَمسِهِ
أَقول: ليعتمد الشعر فيه على نفِسهِ
تقول: لماذا تصير السماءُ رماديَّة اللون
عند العشيةْ؟
أقول: لأنك لم تسكبي الماء في المزهريّْة
تقول: لماذا تبالغ في السخريةْ؟
أقول: لكي تأكل الأغنيةْ
قليلاً من الخبز ما بين حين وحين
تقول: لماذا نحبّ، فنمشي على طُرُقٍ خاليةْ؟
أقول: لنقهر الموت كثيرا بموت أَقلّ
وننجو من الهاويةْ
تقول: لماذا حلمتُ بأني رأيت سُنوُنُوَّة ًفي يدي؟
أقول: لأنك في حاجةٍ لأَحدْ
تقول: لماذا تذكِّرني بغد لا أراه
معك؟
أقول: لأنك إحدى صفات الأبدْ
تقول: ستمضي إلى نَفَقِ الليل وحدك
بعدي
أقول: سأمضي إلى نفق الليل بعدك
وحدي
.. وأَمشي ثقيلاً ثقيلاً، كأني على موعد
مع إحدى الخسارات ..
....
....