عرض مشاركة واحدة
قديم 06-14-22, 06:19 AM   #1146
عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (08:41 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حين تعود إلى الله؛ يعود كل شيء بداخلك
إلى حجمه الطبيعي..
قد لا يختفي حزنك جميعه؛
ولكنك ستراه غيرَ جدير بكل هذا الأسى!
قد لا يزول همك كله؛
ولكن يصبح من اليسير عليك تقبُّله فلا يَعُد يؤرقك!
قد لا تأتي الأفراح تهرول إليك في التوّ واللحظة؛
ولكن سوف تسكن قلبك سَكِينةٌ من نوع خاص،
لا يحكمها منطق الدنيا،
فلا تتذبذب داخلك!
إن العيشَ في كَنَفِ الله يحمينا من أوهامِ الشيطان
ووعيده لنا، ويُرينا الأشياء على حقيقتها،
ومن رآها على حقيقتها؛ ما بكى إلا من خشيةِ الله.
اللهم آتِنا مِن لدنك رحمة..
==========

وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ "
أُحب كثيرًا أن أُخاطب نفسي بهذهِ الآية من حينٍ لآخر، أُحدِّثها برفق مُتسائلةً
ألا يا نفسُ أخبريني؛ أجزاء الصابر على البلاء سيذهب سُدىٰ! ، وهل مُحاولة خشوع المُصلي ستضيع بلا أجر!
هل تمسَّكُك بحبلِ اللّٰه وبرضاه وبِحبُه لكِ سيُصبح هباء منثورًا بلا جزاء! ، هَل سعيك لحِفظ القُرآن نَعيم دُنيوي فقط! ، هل آفة النسيان أصابتك فنسيتي الحياة الحقيقية ولما نحنُ هنا!
يا نَفسُ ويحك لما تسعي للدُنيا !
أللدنيا خُلِقنا ، أم بجَمعها أُمِرنا ؟
وهل يليق بمن يرجو النَظر إلى اللّٰه أن يترك ما يُمكّنهُ من النظر إليه!
كيف يترك الضرير عُكازهُ!
وكيف تتّمنين جنَّة عرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وسهيتي عن قول " أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِين "!؟
وتنحني رأسي خجلًا عند قول " أعلم أن الشَهوات قد مزقَتك ولكِّن ما نهاية الصَبر على ذلك ! إنها جنَّة، أعلم أن خبائث النَفس مزقِّتك ولكِّن لن ينقطع الحبل المُتصل بالسماء.
أخبريني أي آسف هذا ، وأي خَشية تِلك التي تحدَّث نُوحٌ مع رَبَّهُ بِها عندما قال:
" وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ "
بينما أنتِ تسألين عن السببِ إذا مَنع، وعن تأخر الإجابة إذا مَنح، وعن جَزاء البَلاء ، بل وتُسيئين الظَن بهِ ، تتوكِّلي على غيرهِ وتتواكَلي عليهِ.
لما غَربتي روحي هكذا ولن يُحاسب غيرها!
ولما تجلدي القلب وله ربٌ غفور!
ألا يا نفس ويحك لا تَكُونُي كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ، فُنُصبح ك الذي سار نِصف الطريق، وقد أوشك على الوصول فغيَّر المسار مُتابعة الهوى، فَضَّل وأُضِّل وسخط اللّٰه عليه.
كُفَِّ عَن التَّسوِيف،أبواب الجنَّة لَيسَ بِالتَّمَنِّي.
و رَوحك تلك لن تُخَلَّد.

مجالس الصالحين📚


 

رد مع اقتباس