عرض مشاركة واحدة
قديم 06-17-22, 08:08 AM   #318
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (10:32 AM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



حيّاكم الله وبيَّاكم وجعل الجنة داركم
اليوم وقد تشرفت بضيافتكم ، فما أجمل لقاء فى الله!

فتفضلوا أولاً واجب الضيافة ...



‏في عام ١٤٣٣هـ تقريباً نظرتُ في المحكمة العامة بصبياء دعوى مقامة من أخوين وأختهما ضد أخيهما الرابع.
‏-وجميعهم أعمارهم فوق الستين-.
‏ذكروا أن والدتهم مقيمة في منزل أخيهم المدعى عليه، وقد كانوا يزورونها يومياً
وبعدما تزوج أخوهم زوجة ثانية في محافظة أخرى أصبحوا لا يستطيعون زيارة والدتهم إلا يوماً بعد يوم؛ وهو اليوم الذي يكون فيها موجوداً عند الزوجة الأولى.
‏فلم يصبر الأبناء - المسنون - عن والدتهم، ولم يتقبلوا أن يحرموا من والدتهم يوماً بعد يوم
ولم يقبل أخوهم أن يتنازل عن سكن والدتهم معه وانتقالها لإخوته وإيثارهم بها..
‏وطالب الإخوة بانتقال والدتهم من بيت أخيهم إليهم ليكون لهم نصيب من برّها والقيام على شؤونها
حاول الأخ في أخوته أن تستمر أمه معه، وكان يقبّل رؤوسهم ويبكي ويقول لهم " لا (تفقعوا) عيني، لا تطفئوا نور بيتي" ولكنهم رفضوا وهم أيضاً يبكون
سألت عن الأم وهل لا زالت في كمال أهليتها فأجابوا: نعم.
‏طلبت حضور الأم فأحضرها الابن بعد قرابة ساعة وهو يقود كرسيّها المتحرك،،،
‏عرضت الأمر عليها وأين ترغب أن تسكن فنظرت إليهم جميعاً فأجابت: "كلهم عيوني وما أفضّل واحد على الثاني".
وبعد محاولات التزم الذي تسكن أمه في منزله أن يكون موجوداً بشكل يومي من بعد صلاة العصر إلى العشاء في المنزل الذي فيه أمه ليسهل على إخوته زيارتها يومياً ورضوا بذلك بشرط عدم إخلاله بذلك
وقاموا جميعاً يقبّلون رؤوس بعض وأخذوا معهم أمهم وخرجوا…
‏نعم خرجوا…
‏ولكن لم تخرج صورتهم وكلماتهم من الذاكرة..
‏ما زلت أتذكّر أخاهم وهو يتلطّفهم ويترجّاهم..
‏ ما زلت أتذكر دموعه على خده ولحيته..
‏ما زلت أراهم وهم يرفضون ويحاجّونه بحقّهم في برها ونوال بركتها
وما زلت أرى حرج الأم وكلماتها اللطيفة التي شملت الجميع بحنانها..
‏ الأم نعمة
‏ والولد الصالح نعمة
‏من كانت والدته حية فلا يفته فضل برها، يقول ابن عباسإني لا أعْلمُ عمَلًا أَقْرَبَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ برِّ الْوَالدَةِ)!"

اسعدكم الله اينما كنتم
لنا لقاء آخر ان شاء الله