يقول الله عز وجل " وما خَلَقْتُ الْجِنَّ والانس إلا لِيَعْبُدُونِ "

الغاية من خلق الإنس والجن عبادة الله
ولو كان الإنسان مسير فقط لما خرج عن هذه الغاية
لكن لكونه مخير في قراراته فهو من يختار طريقه

يقول الله سبحانه " إنا هديناه النجدين "
قالله بين لنا طريق الخير والشر وترك لنا الاختيار

قال تعالى: (رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل
وكان الله عزيزا حكيما)

إرسال الرسل دليل على أن الإنسان مسير في جانب
اختيار طريق امتثال أمر الله والفوز بالجنة أو مخالفته ودخول النار
فأرسل الله الرسل لإقامة الحجة على الناس
ولا تقام الحجة إلا على مخير

وقال : " وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۖ
فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "

فمن آمن وأصلح اختيار


مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44)
وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47)
فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)

لم يقولوا كنا مسيرين بل ألقوا باللائمة على أُنفسهم لأنهم مخيرين

والحديث يطول والشواهد كثيرة

لكن الإنسان مسير في جوانب أخرى
كالموت والحياة والصحة والمرض وسعة الرزق وضيقه ...

ولا بد أن نعلم ونؤمن بأن الله عدل وحرم الظلم على نفسه سبحانه

" ( ولا يظلم ربك أحدا ) أي : فيحكم بين عباده في أعمالهم جميعا ،
ولا يظلم أحدا من خلقه ، بل يعفر ويصفح ويرحم ويعذب من يشاء ،
بقدرته وحكمته وعدله ...

هذه الدنيا دار عمل واختبار والآخر دار الجزاء


هذا ما أعنقده والله أعلى وأعلم